التقريرُ السنويُّ لعامِ 2023 الخاصِّ برؤيةِ 2030 كانَ تقريرًا شاملًا وموثَّقًا، أشبه ما يكونُ بحصادٍ مثمرٍ لجهدٍ وعملٍ متواصلٍ كانَ عرَّابهُ صاحبُ السموِّ الملكيِّ الامير محمد بن سلمان، وأعجبتنِي كلمةُ خادمِ الحرمَين الشريفَين في فاتحةِ التقريرِ، وأنقلُهَا هنَا كمَا جاءتْ «تشهدُ دولتكُم حراكًا تنمويًّا شاملًا ومُستدامًا، وهِي تسيرُ في المرحلةِ الثانيةِ من رؤيةِ المملكةِ 2030، مستهدفةً تطويرَ القطاعاتِ الواعدةِ والجديدةِ، ودعمَ المحتوَى المحليِّ، وتسهيلَ بيئةِ العملِ، وتمكينَ المواطنِ، وإشراكَ القطاعِ الخاصِّ، وزيادةَ فاعليَّةِ التَّنفيذِ لتحقيقِ المزيدِ من النجاحِ والتقدُّمِ، وتلبيةِ تطلُّعاتِ وطموحاتِ وطنِنَا الغالِي».
ولعلِّي هنَا أذكرُ شيئًا ممَّا جاءَ في التقريرِ ممَّا يخصُّ الجامعاتِ السعوديَّةِ، حيثُ ذكرَ التقريرُ أنَّه ارتفعَ عددُ الجامعاتِ السعوديَّةِ ضمنَ التصنيفاتِ العالميَّةِ، لتواصلَ حضورهَا ضمنَ قائمةِ أفضلِ الجامعاتِ العالميَّةِ، وذلكَ يعودُ إلى الاهتمامِ بقطاعِ التعليمِ العالي، ودعمهِ بتوفيرِ البيئةِ الملائمةِ التِي ترفعُ جودتهُ، هذَا من حيث التعليمِ، أمَّا الجانبُ الآخرُ فهو البحثُ العلميُّ، وتمكينُ باحثِي الجامعاتِ من الأداءِ، ومواصلة البحثِ العلميِّ خاصَّةً بعدَ أنْ أنشأتْ له هيئةً متخصصةً تُعنى بالبحثِ العلميِّ والابتكارِ والتطويرِ؛ ممَّا يحقِّقُ أهدافَ التنميةِ، وذكرَ التقريرُ ارتفاعَ عددِ الجامعاتِ ضمنَ تصنيفِ «شنغهاي» من 7 إلى 12، وارتفاعَ عددِ الجامعاتِ ضمنَ تصنيفِ «التايمز» من 15 إلى 21، وارتفاعَ عددِ الجامعاتِ ضمنَ تصنيفِ (QS) من 14 إلى 16.
إنَّ الجامعات السعودية اليوم تواصل عطاءها وأداءها من حيث التعليم، وفق تقنياته الحديثة وبحوثه ذات المستهدفات الوطنية. ولا شكَّ أنَّ لحركة الابتعاث التي تبنتها الدولة الدور الكبير في صناعة جامعات سعودية، لا تقل في مستواها عن أعرق الجامعات العالمية، وجميلٌ أنَّ الجامعاتِ السعوديَّةَ وفقًا لتوجيهاتِ وزارةِ التعليمِ أنْ تكونَ بينهَا جامعاتٌ تعليميَّةٌ فقطْ، وجامعاتٌ تعليميَّةٌ بحثيَّةٌ، وأنْ تحظَى الجامعاتُ ذاتُ الشأنِ في البحثِ العلميِّ بمزيدٍ من اهتمام هيئة تنمية البحثِ والتطويرِ والابتكارِ. والباحثُونَ اليومَ وفقَ ما قدِّم من مقترحاتٍ بحثيَّةٍ كلُّهم أملٌ في دعمِ الهيئةِ لهُم، وكذَا دعمِ الوزارةِ ليحقَّقَ ذلكَ مستقبلًا مزيدًا من حصادِ رؤيةِ 2030 لجانبِ الجامعاتِ السعوديَّةِ.
ولا شكَّ أنَّنا جميعًا سعداءُ بهذَا التقريرِ السنويِّ للرؤيةِ، وقد جاءَ العديدُ من التعليقاتِ عليهِ، ومن ذلكَ تعليقُ رئيسِ جامعةِ الملكِ عبدالعزيز الدكتور طريف يوسف الأعمى، معبِّرًا عن ذلكَ بقولهِ «ترجمتْ رؤيةُ السعوديَّةِ 2030 الحلمَ إلى واقعٍ من التقدُّمِ والنهضةِ والمنجزاتِ، مقرونةً بتحوُّلاتٍ غيرِ مسبوقةٍ في شتَّى مناحي الحياةِ، بدعمِ واهتمامِ قيادتِنَا الرشيدةِ -أيَّدها اللهُ- كمَا عزَّزتْ رؤيةُ بلادنَا مكانةَ المملكةِ إقليميًّا وعالميًّا في كافَّةِ المحافلِ والمجالاتِ».
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
