أي جنون هذا، وأي حماقة يمارسها هؤلاء الذين يبحثون عن المال من خلال أدوات التواصل، بطريقةٍ وصلت حد الإزعاج، في كمٍ هائل من الرسائل، بعضها يبدأ بالسلام، وبعضها بدونه، وكلها تدور حول زيادة عدد المتابعين، وتأهيل الحساب لأرباح تويتر، وزيادة عدد المشاهدات، وإعادة التغريد و»اللايكات»! للأسف كلها لعب في لعب على المتابع وعشاق الظهور الكاذب، نعم كلها عبارة عن صفقات خاسرة وكاذبة ومستفزة، تجعلك تدور بينها، وتظل هكذا في تعبٍ معهم ومنهم، تمسح كل الرسائل الواردة ليس إلا خوفاً على ذاكرة الجوال من الامتلاء، وأعرف كثيراً من ضحاياهم الذين اشتروا منهم الوهم وخسروا، وهم يعرفون أنفسهم جيداً، حين تنام والحساب فيه (200) متابع، وتصحو وقد أصبح رقماً صعباً، وتحوَّل بقدرة قادر إلى حسابٍ كبير يُتابعه مئات الألوف.. للأسف بعض هؤلاء يُصرّون على البقاء وكأنهم (لا) يخجلون من الظهور في وضع غير لائق أمام متابعيهم، وحين تراقب بعض الحسابات، تكتشف أن بعضهم بالفعل وقع في ورطة كبيرة، خاصةً حين ينتهي الدفع ويبدأ الانسحاب التدريجي، ويعود الحساب كما كان قبل عملية الشراء الخاسرة.. والسؤال هو: لماذا يحدث كل هذا..؟!
أنا تعبت جداً من مسح الرسائل التي تصل يومياً من هؤلاء الذين (لا) يخجلون و(لا) يملون من إرسالها، ونصيحة من القلب لكل الذين يُفكِّرون في شراء المتابعين ألا يفعلوا، ليس خوفاً عليهم من الخسارة فقط، بل حباً فيهم، وحرصاً على مشاعرهم من الترهل وصدمة الواقع وفجيعة الخديعة، التي سوف يجدونها كلهم في عملية الصعود الكبير لعدد المتابعين، والهبوط الحاد بعد انتهاء العملية..!!
(خاتمة الهمزة).. هناك حماقات يجب عدم ارتكابها وخاصة في عالم التواصل، هذا العالم المخيف والذي لم يعد آمناً كما يعتقد بعض البسطاء.. وهي خاتمتي ودمتم.