حذرت في مقال سابق بعنوان «متاجرو الخلايا الجذعية «من عدم الانسياق خلف كل مدعي باستخدام الخلايا الجذعية في علاج الأمراض خاصة الأمراض المستعصية كما أوضحت في نفس الوقت كيف أن الله سخرها لعلاج بعض الأمراض مثل بعض حالات سرطان الدم والقرنية والشبكية، وإنه إلى الآن لم يتحقق لها نجاح علاجي للسكري أو الزهايمر أو الباركنسون والسرطانات الأخرى مع أن هناك محاولات جادة في تحقيق مزيد من النجاح لعلاج الأمراض.
ولعل أحدث النجاحات التطبيقية التجريبية السريرية على الإنسان هو ما سأتحدث عنه في هذا المقال عن استخدامها لعلاج إصابات الحبل الشوكي، وكناحية تجريبية على النموذج الحيواني في هذا المجال أثبت باحثون في مركز الملك فهد للبحوث الطبية إمكانية تحسن ملحوظ على حيوانات التجارب، قادت هذا البحث البروفيسورة وفاء رمضان عضو وحدة أبحاث الخلايا الجذعية التي أشرف عليها وعضو هيئة التدريس في كلية الطب، كما تم نشر فصل في كتاب معالجة إصابات الحبل الشوكي بعنوان «إستراتيجيات معالجة إصابات الحبل الشوكي بالزراعة الخلوية « يمكن الرجوع إلى ذلك في الـ research gate.
واليوم وفق ما نشر في مجلة nature communications حيث تم معالجة عشرة من المرضى المصابين بالحبل الشوكي سريرياً، تحسنت سبعة حالات منها بينما أخفقت ثلاث حالات وذلك باستخدام خلايا جذعية مستمدة من النسيج الدهني الباطني بعد زراعتها في المعمل بهدف إكثارها، وشخصياً يمكن اعتبار هذا فاتحة باب للوصول مستقبلاً لتحقيق المزيد من النجاح في علاج إصابات الحبل الشوكي بالخلايا الجذعية وفق معايير علاجية طبية وعالمية.
وكما أوضحت سابقاً أن الخلايا الجذعية عبارة عن منجم لم تكتشف بعد ما به من معادن ذات قيمة عالية، وهناك اليوم مئات المعامل المتخصصة وآلاف الباحثين والباحثات الذين يحاولون تحقيق المزيد من الاستفادة منها في خدمة الإنسان طبياً بعيداً عن الكذب والدجل الذي تعلن عنه بعض العيادات الطبية باستخدامها فِي علاج أمراض مزمنة ومستعصية خاصة مرض السكري والزهايمر والباركنسون والسرطانات الأخرى غير سرطان الدم وأؤكد دائماً ما لم يكن هناك تأكيد للعلاج من جهات رسمية محلية وعالمية يبقى كل ذلك غير صحيح ويفتقر إلى الدليل التجريبي والسريري.
إن علاج إصابات الحبل الشوكي بالخلايا الجذعية وفق ما نشر بحثياً وتجريبياً يعد تطبيقات لحالات سريرية مبشرة إلا أنها الى الآن لم تحصل على موافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية فهل سيبشر المستقبل قريباً بشيء من ذلك، هذا ما يحفز العمل لأجله حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم «ما أنزل الله من داء إلا وله دواء علمه من علمه وجهله من جهله» كما يحفز لذلك الدعم من الجهات البحثية والصحية العالمية والمحلية.