شاهدتُ لقاءً تلفزيونيًّا تحدَّث فيه الضَّيفُ عن علاقتهِ بالدكتور غازي القصيبي -رحمه الله-، وعدَّد مزاياهُ ومُنجزاتِهِ، ومن ضمنهَا أنَّه قادَ عمليَّةَ عدمِ مركزيَّةِ أعمالِ وزارةِ الصحَّةِ؛ وذكرَ موقفًا عن تأثُّرهِ لوجودِ أسرَّةٍ في مستشفَى الأطفالِ والولادةِ بالمدينةِ المنوَّرةِ، وعدمِ تركهِ المدينةَ حتَّى تمَّ إيجادُ مقرٍّ إضافيٍّ لهُم ليكوَنَ توسعةً مؤقَّتةً.
هلْ كانَ الوزيرُ القصيبي أوَّلَ مَن خفَّفَ مركزيَّة عملِ وزارةِ الصحَّةِ؟.
قبلَ أيَّام؛ شاهدتُ -وبالصُدفةِ- لقاءً للوزيرِ الدكتور حسين الجزائريِّ، وزير الصحَّة في الفترةِ من 1975 إلى 1982، تمَّ خلالهَا إنشاءُ أكثرِ من 35 مستشفًى، والعشراتِ من مراكزِ الرعايةِ الصحيَّةِ الأوَّليَّةِ.
تحدَّثَ الوزيرُ الجزائريُّ عن إيمانهِ بعدمِ المركزيَّةِ؛ وأنَّ أوَّلَ يومِ عملٍ لهُ في الوزارةِ واجهَ فيهِ 600 معاملةٍ بحاجةٍ لتوقيعهِ، وهذَا يعنِي استحالةَ قراءتهَا. وهنَا بدأتْ فكرةُ منحِ مديرِي الشؤونِ الصحيَّةِ صلاحيَّاتٍ واستقلاليَّةِ أكبرَ؛ قائلًا:
بعدَ اجتماعٍ جمعنِي بهِم لمدَّة 3 أيَّامٍ، تمَّ منحهُم صلاحيَّاتِ وكيلِ وزارةِ، وإذَا احتاجُوا صلاحيَّاتِي كوزيرٍ فقطْ، عليهم عبرَ الفاكسِ أنْ يُرسلُوا الطَّلبَ؛ وسيصلهُم التَّفويضُ خلالَ دقائقَ.
تجربةُ الوزيرِ الجزائريِّ -وبحسبِ تصريحهِ- تتبنَّى فكرةَ أنَّه أوَّلَ مَن سارَ في الصحَّةِ بنهجِ اللا مركزيَّةِ.
كتابةُ السِيَرِ الذاتيَّةِ مُهمَّةٌ؛ والأهمُّ كذلكَ أنْ ترصدَ صحافتنَا مسيرةَ بناءِ الهيكلةِ التنظيميَّةِ لجميعِ الجهاتِ. هناكَ دروسٌ من الجيِّدِ أنْ يُستفادَ منهَا، وجهودٌ تستحقُّ أنْ نفخرَ بأبطالِهَا، وأُناسٌ قدَّمُوا الكثيرَ لمُجتمعِهم من الرائعِ أنْ نستذكرَ مَا قدَّمُوه.
هؤلاء رجالاتُ دولةٍ، خدمُوا الوطنَ بكُلِّ قوَّةٍ واقتدارٍ، كمْ أتمنَّى أنْ يتصدَّى مركزُ التواصلِ الحكوميِّ لتأريخِ مسيرتِهم، وما عملُوا على تحقيقِهِ.