* خلالَ السنواتِ الأخيرةِ، لاحظتُ تغيُّرًا على هيئةِ وأزياءِ طائفةٍ من (شبابِنَا)، فهناكَ لبسُ السلاسلِ، وصناعةُ الوشومِ على الجسدِ، يُضافُ لذلكَ تلكَ البناطيلُ المخرَّمةُ أو المرقَّعةُ، وإطالةُ شعرَ الرَّأسِ، وربطهُ بـ(توكةٍ) كمَا الفتياتِ، إلى غيرِ ذلكَ من المظاهرِ الغريبةِ!.
*****
* وهنَا قدْ يقولُ بعضُهم عنِّي: بأنَّني بدويٌّ جلفٌ، يعيشُ في غيرِ زمانِنَا، فمَا زلتُ في نظرِهِم أسكنُ في بيتِ الشَّعرِ، وأفتخرُ بالنَّاقةِ والفناجيلِ والدلَّةِ، وقدْ يصفنِي آخرُونَ بأنِّي رجعيٌّ، ولا أواكبُ الموضةَ وجديدَهَا وتفاصيلَهَا، التِي تتغيَّرُ وتتنوَّعُ باختلافِ فصولِ السَّنةِ!.
*****
* طبعًا أقدِّرُ جدًّا حرِّيَّاتِ (أولئكَ الأعزاءِ)، واختياراتِهم الشخصيَّةِ، وأتقبَّلُ -بكلِّ سرورٍ- رأيَهم أيًّا كانَ، راجيًا أنْ يصنعَ ذلكَ جسرَ مودَّةٍ بينِي وبينِهم، بحيثُ تتَّسعُ قلوبُهم وصدورُهم لنقاشٍ هادئٍ حولَ مَا يلبسونهُ؛ فلماذَا يفعلُونَ ذلكَ؟ فهلْ السلاسلُ تضيفُ شيئًا لرقابِهم «تطيلهَا مثلًا»؟ وفتحاتُ البناطيلِ أَهِي للتهويةِ؟، وترقيعُهَا هلْ يرونَ فيهِ زيادةً لأناقتِهِم؟، ومَا الإحساسُ الإيجابيُّ الذِي يشعرُونَ بهِ عندَمَا يربطُونَ شعورَهُم الطويلةَ بالتوكةِ؟، وهلْ كلُّ ذلكَ بحثًا عن لفتِ نظرِ الجنسِ اللطيفِ وإعجابِهِ؟.
*****
* تلكم الأسئلة تشغل دائماً تفكيري، وأصدقكم القول لا أجد لها إجابات مقنعة -مع احترامي للجميع-، فما أنا مؤمن به، أن مثل تلك المظاهر والسلوكيات ما هي إلا تقليد لثقافات دخيلة على قيمنا وعادات مجتمعنا، بل وتصادمها وتنال منها، وهذا ما يجب أن ننتبه له، وأن نعالجه «دراسة وتطبيقاً».
*****
* لاسيَّمَا والهويَّةُ الوطنيَّةُ، والمحافظةُ عليهَا في دائرةِ عنايةِ واهتمامِ قيادتِنَا الرَّشيدةِ، وتأكيدًا علَى ذلكَ، أتتْ تلكَ التوجيهاتُ الكريمةُ التي أصدرهَا خادمُ الحرمَينِ الشَّريفَينِ الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- قبلَ أيَّامٍ، والتِي أمرت الجهاتِ الحكوميَّةَ كافَّةً بإلزامِ منسوبِيهَا السعوديِّينَ المدنيِّينَ بالزيِّ الوطنيِّ، (الثوب، والغترة، أو الشماغ)، وهذَا أراهُ محفِّزًا للمؤسَّساتِ التربويَّةِ والاجتماعيَّةِ وداعمًا لهَا؛ لكيمَا تطلقُ برامجَ ومبادراتٍ من شأنِهَا ترسيخُ هويتنَا الوطنيَّةِ، وتعزيزهَا في شرايِين المجتمعِ، «مخبرًا ومظهرًا»، وسلامتكُم.