في مقالٍ للزَّميلِ «خالد السليمان» نُشرَ في عكاظ تحتَ عنوان: «الاتِّصال بالوزيرِ أسهلُ من المديرِ»؛ ذكرَ مثالًا على ما يُواجههُ الكاتبُ أحيانًا، حينَ قالَ:
«قبلَ سنواتٍ عديدةٍ، تداولتْ وسائلُ التَّواصلِ الاجتماعيِّ خبرًا يتعلَّقُ بالتعليمِ في إحدَى المناطقِ، فاتَّصلتُ بمديرِ إدارةِ التعليمِ بالمنطقةِ، رغبةً في التثبُّتِ من المعلومةِ قبلَ كتابةِ المقالِ، فكانَ ردهُ أنْ أرفعَ لهُ خطابًا بطلبِ المعلوماتِ، وبيانِ أسبابِ الحصولِ عليهَا.. تعجَّبتُ من بيروقراطيَّتهِ، وعبثًا حاولتُ إقناعَهُ بأنَّ الوقتَ ضيِّقٌ، والأمرُ لا يستحقُّ كلَّ ذلكَ، فلمْ يقتنعْ أو يتجاوبْ، وأنهيتُ الاتِّصالَ، ثمَّ اتَّصلتُ بالوزيرِ وسألتُهُ عن المعلومةِ، وأوضحَ حقيقتهَا خلالَ أقلِّ من دقيقةٍ، وتبيَّنَ لِي أنَّ التَّواصلَ معَ الوزيرِ أسهلُ من التّواصلِ معَ أحدِ مديرِي وزارتِهِ!».
وفي لقاءٍ كُتَّابِ الرَّأيِ معَ سموِّ أميرِ المنطقةِ الشرقيَّةِ، أكَّدَ علَى دورِ الكُتَّابِ وأهميَّةِ مقالاتِهِم، خاصَّةً في الجوانبِ التِي تُسلِّطُ الضوءَ علَى قضايَا تمسُّ المواطنِينَ، وأنَّه أمرٌ داعمٌ للتنميةِ.
وحقيقةً، أنَّني شخصيًّا تعاملتُ مع وزراءَ، سواءٌ إعلاميًّا، بحُكم كتاباتِي الصحفيَّة، أو بسببِ وظيفتِي، جميعهُم كانُوا أُناسًا مُتفاعلِينَ، مُرحِّبِينَ، مُتجاوزِينَ للبيروقراطيَّةِ، همُّهم الأوَّل خدمةُ المواطنِينَ، لا أبوابَ مغلقة للوصولِ لهم، ولا هواتفَ يستقبلُون بهَا الرسائلَ دونَ تجاوبٍ.
لكنْ هناكَ بعضُ المديرِينَ، يعتقدُونَ أنَّ بقاءَهُم بمناصبِهم يعنِي عدمَ التفاعلِ معَ الإعلامِ، وعدمَ التعاملِ مع النَّاسِ مُباشرةً، وهذَا قدْ يكونُ نتاجَ فكرة: «إذَا تحرَّكت ستُخطِئ؛ الزمْ مكانَكَ هذَا اسلمْ»، وهذَا فِكرٌ لمْ يعدْ موجودًا الآنَ، خاصَّةً معَ رؤيةِ السعوديَّةِ 2030، وأنَّ مَن يتصدَّى للمهامِّ، يجبُ أنْ يكونَ شغوفًا مُبادرًا مُتفاعلًا.
معالِي الوزِير يستمعُ لنَا، ويأخذُ منَّا، ويشرحُ لنَا وبكُلِّ حُبٍّ.. فلماذَا يُصرُّ بعضُ المديرِينَ علَى الاستمرارِ في عدمِ التجاوبِ؟!.