نشرَ وزيرُ الأمنِ القوميِّ الإسرائيليِّ، إيتمار بن غفير، تغريدةً في منصَّةِ (X) مُكوَّنةً من كلمتَين بينهمَا رمزُ قلبٍ أحمرَ، كنايةً عن الحبِّ، وهمَا بايدن وحماس، ويقصدُ أنَّ الرئيسَ الأمريكيَّ جو بايدن يُحبُّ «حماس» ضدَّ إسرائيلَ!.
وأتت التغريدةُ إثرَ تصريحِ بايدن أنَّه سيُوقفُ تزويدَ إسرائيلَ بالأسلحةِ الهجوميَّةِ إذَا اقتحمَ جيشهَا التجمُّعاتِ السكنيَّةِ في رفح؛ التِي يوجدُ فيهَا حوالى مليونٍ ونصفِ مليونِ مدنيٍّ فلسطينيٍّ، لا ناقةَ لهُم ولا جمل في هذهِ الحربِ الغاشمةِ، التي تشنُّهَا إسرائيلُ ضدَّ قطاعِ غزَّة المُحاصرِ منذُ حوالى العشرِينَ عامًا!.
والتغريدةُ موجَّهةٌ ضدَّ بايدن، وجاءتْ رغمَ المساعداتِ الهائلةِ التِي قدَّمهَا لإسرائيلَ، وهِي ملياراتٌ فوقَ ملياراتٍ من الدولاراتِ، وأسلحةٌ فتَّاكةٌ ومتطوِّرةٌ ربَّما لمْ يستخدمهَا حتَّى الجيشُ الأمريكيُّ نفسهُ، ودعمٌ سياسيٌّ منقطعُ النَّظيرِ في مجلسِ الأمنِ الدوليِّ، وهيئةِ الأممِ المتَّحدةِ، ومحكمةِ العدلِ الدوليَّةِ، ومحكمةِ الجناياتِ الدوليَّةِ التِي هدَّدتهَا مجموعةٌ من أعضاءِ مجلسِ الشيوخِ الأمريكيِّ؛ كَي لا تُصدرَ مذكَّرةَ قبضٍ دوليَّةٍ بحقِّ رئيسِ الوزراءِ الإسرائيليِّ بنيامين نتنياهو بصفتهِ مجرمَ حربٍ، فضلًا عن المحاولاتِ الحثيثةِ لبايدن بتصفيةِ القضيَّةِ الفلسطينيَّةِ!.
ولا تعنِي التغريدةُ سوَى إثباتِ الجيناتِ الصهيونيَّةِ الأنانيَّةِ والغادرةِ التي تُعَشْعِشُ في عقولِ وقلوبِ الإسرائيليِّينَ، سواءً كانُوا قادةً أو شعبًا، وإنْ كانَ هذَا هُو موقفهُم تجاهَ صديقِهم الأصدقِ، وحليفِهم الأوثقِ، وعضدِهم الأكبرِ، فمَا هُو موقفهُم تجاهَ مَن يُصنِّفونَهم -هم- أعداءً لهُم من الرِّجالِ والنِّساءِ والأطفالِ العربِ والفلسطينيِّينَ؟، حتمًا هناكَ كراهيةٌ رهيبةٌ من الإسرائيليِّينَ ضدَّ مَن يفعلْ أو يقلْ أيَّ شيءٍ يخالفُ مخطَّطاتِهم الخبيثةِ، ولوْ كانَ حدًّا أدنَى من الحقِّ والإنسانيَّةِ!.
والعالم قد نسي كيف كافأت إسرائيل بريطانيا، التي نفَّذت وعد وزير خارجيتها، آرثر بلفور، بإنشاء دولة لليهود في فلسطين قبل ٧ عقود، بتفجير فندق الملك داوود في القدس في عام ١٩٤٦م، بينما كان ممَّن يقطنه ٢٨ جنديًّا بريطانيًّا يشرفون على تنفيذ آخر مراحل الوعد المشؤوم، وتم ذلك بتدبير وتخطيط وتنفيذ رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق مناحيم بيغن، عندما كان عضوًا في منظمة إرغون اليهودية الإرهابية، ويَا لهُ من جزاءٍ هُو أفظعُ من جزاءِ سنمارٍ!.
جيناتٌ صهيونيَّةٌ أنانيَّةٌ وغادرةٌ، قد وُلِدتْ في الماضِي السحيقِ منذُ حقبةِ النبيِّ موسى -عليهِ السَّلامُ- وما زالتْ تتوالدُ وتتكاثرُ، ويَا أمانَ العالمِ من جيناتِ يهودٍ!.