Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم علي نسيب

البدر الذي أحببناه...

همزة وصل

A A
رحم الله روحاً صنعت للناس عطراً وقوافي، رحم الله روحاً غادرتنا وهي تحبنا ونحبها كنسمة، حيث لم يكن البدر سوى حب وحبر يمشي على الأرض وبين الناس؛ في هيئة قصائد وصور أنيقة وأغانٍ تليدة، إن قلت عنه أغنية فهو أجمل، وإن قلت عنه مطراً وقصائد شعر تفوح من جوهره وعواطفه وأشجانه التي تجاوزت حدود الفرد إلى العالم؛ الذي عرفه أميراً وشاعراً رقيقاً وصانع جمال، فهو أكمل، وقليلون هم الذين يتفردون بالجمال ويصنعونه، وقليلون جداً هم الذين يُشبهون بدر الذي كان بالفعل بدراً يُضيء كل الأرواح المتعبة، وكل الذين تذوقوا شعره ووجدوا أنفسهم معه في قصائده، يغنون بدرا ويبكون بدرا..

البدر، قصة استثنائية لشاعر استثنائي عاش في هدوء وانسحب بهدوء، تاركاً خلفه إرثاً و(لا) أجمل، وما أظن مثله يموت، وكيف يموت بدر الذي تجده يرافقك ويسير معك أنَّى تذهب، تجده ماثلاً أمامك، يُردِّد في هدوء جميل: «يطري عليه الوله واطري على باله.. يا مرحبا (لا) ضوى خلي على بابي، هجيت حدب الضلوع ونوخ جماله.. لجله بكت دمعتي ولجله ضحك نابي، لو الشجر له نصيب ف بارد ضلاله.. ما حرق القيض جفني وانت ف أهدابي»، الدموع وحدها (لا) تكفي في رثاء بدر، وكل الحروف التي حوَّلها البدر إلى هدايا وأحصنة قرنفل تركض في أنحائنا، وتتجوَّل في أوردتنا ودوراتنا الدموية، وتدخل إلى عالمنا دون تصريح..

(خاتمة الهمزة).. البدر هو سيد الشعر وقامة القوافي والبوح الدافئ، البدر هو الضوء الذي ظل يمطر ويمطر عنباً وشعراً وحباً ووداً وورداً حتى اللفظة الأخيرة، ولأنه كان بدراً جميلاً، بكى أفوله الجميع.. رحم الله سمو الأمير البدر، وأحسن الله عزاء الوطن والجميع فيه.. وهي خاتمتي ودمتم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store