لماذَا يُصرُّ البعضُ علَى الحديثِ عَن أيِّ شيءٍ، وفِي كلِّ زمانٍ ومكانٍ؟!.
سابقًا، كانَ الشَّخصُ مِن النَّادرِ أنْ يتجاوزَ ظهورُهُ حدودَ أُسرتِهِ وقريتِهِ، وهُم يعرفُونَه ويعرُفهم؛ لكنَّ اليومَ العالمُ بأسرهِ أصبحَ قريةً صغيرةً؛ ومَا سيظهرُ منكَ سيُصبحُ محتوًى لغيرِكَ، هلْ أنتَ مُستعدٌ لأنْ تكونَ محتوًى لعالمٍ بأكملِهِ؟!.
أتوقَّعُ أنَّهَا مهمَّةٌ صعبةٌ جدًّا..
قبلَ أيَّامٍ..
مؤثِّر عبرَ وسائلِ التواصلِ الاجتماعيِّ، عبَّرَ عَن حُبِّهِ للأغنياءِ، وعدمِ حُبِّهِ للفقراءِ، ضجَّتْ منصَّةُ (X)؛ رفضًا واستهجانًا واستنكارًا لكلامِهِ!.
ظهرَ المؤثِّرُ بعدَ أيَّامٍ، مُبرِّرًا ومُعتذرًا ومؤكِّدًا أنَّه لمْ يقصدْ الفقراءَ!.
الحقيقةُ..
هذَا مثالٌ حيٌّ لأهميَّةِ أنْ تكونَ دقيقًا في كلماتِكَ..
نواياكَ الطيِّبةُ ليستْ مُبرِّرًا لكلماتٍ سيئةٍ في ظاهرِهَا، واستمعَ الناسُ لهَا بالعلنِ..
مَن أرادَ الظهورَ؛ يجبُ أنْ يحسبَ ألفَ حسابٍ لكُلِّ كلمةٍ ستخرجُ منهُ، سيتلقَّفهَا منهُ كُلُّ مُحبٍّ، وحَاسِدٍ.. عاقلٍ، ومجنونٍ، والنَّاسُ دائمًا ليسُوا سواءً..
وإذَا تمَّ تسليطُ الضُّوءِ علَى الكلمةِ التِي أثارتْ حفيظةَ النَّاسِ ضدَّ المؤثِّرِ، فإنَّنَا نجدُ أنَّه اعتقدَ للحظةٍ أنَّ «عفويَّتَهُ» التِي يُمارسُهَا معَ رجالِ الأعمالِ، من المُمكنِ مُمارستهَا معَ عامَّةِ النَّاسِ، مُتجاهلًا أنَّ العقليَّاتِ تختلفُ مِن فئةٍ لأُخْرَى..
خلاصةُ الكلامِ..
عندمَا يفتحُ اللهُ لكَ بابَ رزقٍ، لَا تتعاملْ معَ الفقراءِ بطريقةِ الهزلِ، حتَّى لو كانتْ نواياكَ طيِّبةً، لَا أحدَ يختارُ قدرَهُ فِي هذهِ الحياةِ، والكُلُّ يحاولُ الحصولَ علَى رزقِهِ بكرامةٍ وجدٍ واجتهادٍ.