في لقاءِ روَّادِ الإعلامِ الذِي تشرَّفتُ بحضورِهِ، وتلبيةِ الدَّعوةِ الموجَّهةِ مِن قِبلِ الهيئةِ الملكيَّةِ بينبع الصناعيَّةِ، تابعتُ بحرصٍ شديدٍ، وشغفٍ كبيرٍ العروضَ التقديميَّةَ التِي تحدَّثتْ عَن خمسِينَ عامًا مِن المنجزاتِ الحضاريَّةِ لمدينةٍ صناعيَّةٍ تمثِّلُ رافدًا قويًّا للاقتصادِ الوطنيِّ ومحطَّ الأنظارِ اليومَ لتدخلَ سباقَ التنافسيَّةِ الوطنيَّةِ فِي عالِمِ السياحةِ والتَّرفيهِ والاستثمارِ فِي مختلفِ المجالاتِ، مَا بينَ ماضٍ نفخرُ بهِ ونستحضرُ منجزاتِهِ، وحاضرٍ نعيشهُ ونتشاركُ فيهِ مِن أجلِ مستقبلٍ مشرقٍ متميِّزٍ يليقُ بالوطنِ وقيادتِهِ وشعبِهِ.
منذُ تأسيسِ الهيئةِ الملكيَّةِ للجبيلِ وينبع عامَ 1975 بموجبِ مرسومٍ ملكيٍّ، وهناكَ رؤيةٌ ورسالةٌ واضحةٌ؛ لتكونَ الخيارَ الأوَّلَ للمستثمرِينَ فِي قطاعِ الصناعةِ والمساهمةِ الفاعلةِ فِي تقدُّمِ واستدامةِ الصناعةِ فِي المملكةِ مِن أجلِ تطويرِ وإدارةِ مدنٍ صناعيَّةٍ مستدامةٍ تشجِّعُ الابتكارَ وتوفِّرُ بِنى تحتيَّة متقدَّمةً وخدماتٍ متكاملةً.
وبلغةِ الأرقامِ بلغَ إجماليُّ استثماراتِ القطاعِ الخاصِّ في مدينةِ ينبع الصناعيَّةِ 298 مليارَ ريالٍ، وإجماليُّ استثماراتِ الهيئةِ الملكيَّةِ والقطاعِ الخاصِّ منذُ تأسيسِهَا 380 مليارَ ريالٍ، وإجماليُّ الاستثماراتِ الصناعيَّةِ 280 مليارَ ريالٍ، وإجماليُّ الاستثماراتِ التجاريَّةِ والسكنيَّةِ 18 مليارَ ريالٍ.
وبمنهجيَّةٍ علميَّةٍ تعتمدُ على التَّخطيطِ الإستراتيجيِّ تعتمدُ الهيئةُ الملكيَّةُ تطويرَ البنيةِ التحتيَّةِ، وترسمُ مسارَ الخدماتِ وفقَ معايير بيئةٍ عالميَّةٍ تعملُ دومًا علَى حمايةِ البيئةِ، وتحقيقِ جودةِ حياةٍ تنافسيَّةٍ.
عشنَا لحظاتِ الفخرِ والاعتزازِ، ونحنُ نتابعُ العروضَ التِي تحدَّثتْ عن منجزاتِ الهيئةِ، والحصولِ علَى الجوائزِ والاعتماداتِ، حيثُ حقَّقت الهيئةُ جائزةَ مجلسِ التَّعاونِ فِي مجالِ الإسكانِ، وجائزةَ (LEED) في ريادةِ الطاقةِ والتصميمِ البيئيِّ، كأوَّلِ مدينةٍ صناعيَّةٍ متكاملةٍ قائمةٍ في العالِمِ، والمركزَ الأوَّلَ فِي جائزةِ المملكةِ للإدارةِ البيئيَّةِ في العالِمِ الإسلاميِّ فرع المدينةِ الخضراءِ الصديقةِ للبيئةِ، وجائزةَ المدينةِ المنوَّرة للأداءِ الحكومي المتميِّز، وجائزةَ المدينةِ المنوَّرة للبيئةِ 2022م، وشهادةَ اعتمادِ الكليَّةِ الأمريكية للأمراض (CAP)، والاعتماد الدولي للمستشفياتِ (JCI) للمرَّةِ الخامسةِ.
ونحن على موعد مع عدد كبير من المشروعات في القطاع الصناعي بمبالغ استثمارية مليارية، وتوفير وظائف مستقبلية تفتح آفاقاً جديدة للشباب في سوق العمل، وتحقق رؤية وطن في خفض معدلات البطالة ودعم الاقتصاد الوطني، كما ستعمد الهيئة الملكية على عقد الشراكات لتنفيذ عدد كبير من المشروعات الاستثمارية والترفيهية في الواجهة البحرية.
وفي مجالِ التَّعليمِ تمكَّنت الهيئةُ الملكيَّةُ مِن إنشاءِ 53 مدرسةً تحتوِي علَى 18.982 طالبًا فِي التَّعليمِ العامِّ، و7.294 طالبًا فِي التَّعليمِ العالِي، واستطاعَ المخرجُ التعليميُّ فِي هذهِ المدارسِ أنْ يحقِّقَ الصدارةَ، وتحقيقَ المركزِ الأوَّلِ فِي مجالِ القدراتِ، باعتمادٍ مِن هيئةِ تقويمِ التَّعليمِ، كمَا تمكَّنَ طلابُ الهيئةِ مِن اعتلاءِ منصَّاتِ التتويجِ، وتمثيلِ المملكةِ فِي المحافلِ الدوليَّةِ في مجالِ الموهبةِ والإبداعِ، وتمكَّنت الهيئةُ من تحقيقِ اعتمادِهَا كمدينةٍ تعلُّمِ معتمدةٍ عالميًّا، واستضافتْ ملتقًى علميًّا بهذَا الشَّأنِ، حضرَهُ الخبراءُ والمختصُّونَ من الأممِ المتَّحدةِ، وكنتُ حاضرةً، وشاهدةَ عيانٍ علَى انبهارِ هؤلاءِ بمَا شاهدُوه مِن معاييرَ عاليةٍ تعتمدُهَا إدارةُ التَّعليمِ بينبع الصناعيَّةِ.
فِي مركزِ الملكِ فهد الحضاريِّ المعلمِ الثقافيِّ المتميِّزِ كانتْ نقطةُ الانطلاقِ الأُولى لعملِي كمشرفةٍ لمركزِ الملكِ عبدالعزيز للحوارِ الوطنيِّ -التَّواصلِ الحضاريِّ حاليًّا- عام 1432هـ، وعقد الشراكةِ معَ الهيئةِ الملكيَّةِ، وإقامة أوَّلِ حضورٍ للمركزِ، ومشاركة كافَّةِ القطاعاتِ؛ لتحقِّقَ بصمةً وطنيَّةً، من خلالِ تعاونٍ مشتركٍ معَ نساءِ ينبع الصناعيَّةِ فِي عدَّةِ جهاتٍ كُنَّ يعملنَ فِي مركزِ الأنشطةِ النسائيَّةِ، وروضاتِ الهيئةِ، ودورِ الحافظاتِ -آنذاك- وبرعايةٍ كريمةٍ مِن سموِّ أميرِ المنطقةِ وحرمِهِ؛ ودعمٍ لوجيستيٍّ قويٍّ جدًّا مِن الرَّئيسِ التنفيذيِّ للهيئةِ الملكيَّةِ -آنذاك-؛ لتسخيرِ كلِّ الإمكاناتِ لتحقيقِ معاييرِ النَّجاحِ.
كمْ هِي الذِّكرياتُ جميلةٌ عندمَا تمتزجُ معَ الواقعِ الأجملِ؛ لنعيشَ معًا مخرجاتِ رؤيةِ 2030 بهمَّةٍ عاليةٍ، ووطنٍ ينافسُ عالميًّا بمزيدٍ من الأفكارِ الإبداعيَّةِ والخططِ المستقبليَّةِ، وقدْ لامستْ كلماتُ الرئيسِ التنفيذيِّ للهيئةِ الملكيَّةِ بينبع المهندسِ عبدالهادي الجهني العقولَ والقلوبَ معًا، والنابعةَ مِن حسٍّ عالٍ بالمسؤوليَّةِ، وبمنتهَى الشفافيَّةِ والوضوحِ، كمَا تميَّزتْ بالثِّقةِ الكبيرةِ فِي قدراتِ فريقِ العملِ الذِي أُوكلتْ لهُ المهامُّ، والحرصِ الشديدِ علَى تحقيقِ معاييرِ الجودةِ؛ لأنَّنَا نعرفُ جيِّدًا بأنَّ النَّجاحَ الحقيقيَّ الذِي يجعلُ لكَ بصمةً هُو مَا ألزمنَا أنفسنَا بهِ مِن تحرِّي الدقَّةِ والإتقانِ، وليكونَ المخرجُ التميُّزَ في الأداءِ، واعتلاءُ منصَّاتِ التتويجِ، وتحقيقُ الرِّيادةِ العالميَّةِ يحتاجُ هذَا الأمرُ قيادةً مؤثِّرةً تعملُ بحبٍّ وإيمانٍ عميقٍ، وتتشاركُ معَ فرقِ العملِ، والوقوف معهُم دعمًا وتأييدًا وتوجيهًا وتوفيرًا لبيئةٍ مثاليَّةٍ تطمحُ لهَا فرقُ العملِ، وهذَا مَا نشهدُهُ مِن معالِي رئيسِ الهيئةِ الملكيَّةِ للجبيلِ وينبع المهندس خالد السالم، الذِي يكرِّرُ زياراتِهِ لينبع الصناعيَّةِ، ويشاركُ قصصَ النَّجاحِ معَ كافَّةِ فرقِ العملِ؛ ليعطِيَ الدَّعمَ والتَّمكينَ، وينقلَ الصورةَ المشرقةَ للقيادةِ الحكيمةِ، ومؤشِّراتِ الإنجازِ ليكونَ النَّجاحُ قصَّةً فريدةً مِن نوعِهَا تحدَّثتْ عن قيادةٍ ملهمةٍ، وعملٍ دؤوبٍ، ومعاييرَ عاليةٍ، وحوكمةٍ رشيدةٍ، وتوثيقٍ دقيقٍ لمنجزاتِ وطنٍ تُكتبُ بماءِ الذهبِ، وإلى مزيدٍ من قصصِ النَّجاحِ التِي تُروَى للتّاريخِ لفخرِ الوطنِ بالهيئةِ الملكيَّةِ بينبع الصناعيَّةِ.