* قَبلَ سنواتٍ كنتُ فِي زيارةِ أحدِ الأصدقاءِ فِي مستشفَى مدينةِ عنيزة العامِّ، وهناكَ رأيتُ رجلًا ينتقَّلُ مِن غرفةٍ إلى أُخْرَى يُسلِّمُ علَى جميعِ المرضَى دونَ استثناءٍ، تسبقهُ ابتسامتُهُ البريئةُ، وهُو يدعُو لهُم بالشِّفاءِ، بعدَ ذلكَ عرفتُ مِن إدارةِ المشفَى بأنَّ (ذاكَ الرَّجلَ) يُكرِّرُ زيارتَهُ تلكَ عصرَ كلِّ جمعةٍ منذُ عدَّةِ أعوامٍ.
*****
* مَا يقومُ بهِ (ذلكَ الطيَّبُ النَّبيلُ) بالتأكيدِ مبادرةٌ نوعيَّةٌ تستحقُّ التَّقديرَ، وسأضيفُ لهَا مَا صنعتهُ جمعيَّةُ الملكِ عبدالعزيز الأهليَّة للخدماتِ الاجتماعيَّةِ في مدينةِ حائل عامَ 2019م؛ حيثُ نفَّذتْ برنامجَ (حكايَا حائل)؛ الذِي سلَّطَ الضُّوءَ علَى تجاربَ رموزٍ مِن أبناءِ المنطقةِ فِي جميعِ المجالاتِ الطبيَّةِ، والأكاديميَّةِ، والهندسيَّةِ، والعسكريَّةِ، والدبلوماسيَّةِ، والإعلاميَّةِ؛ لتكونَ قصصُ نجاحِهِم مـصدرَ إلهامٍ لغيرِهِم مِن الشَّبابِ والنَّاشئةِ.
*****
* أمَّا المبادرةُ النوعيَّةُ الثَّالثةُ -مِن وجهةِ نظرِي- فتعملُ عليهَا جمعيَّةُ مراكزِ الأحياءِ بالمدينةِ المنوَّرة، إذْ أطلقتهَا تحتَ مُسمَّى (كبارنَا)، وفيهَا تكريمٌ للمُسنِّينَ مِن خلالِ مجالسِ الأحياءِ الاجتماعيَّةِ، وذلكَ مِن خلالِ ديوانيَّاتٍ وجلساتٍ ولقاءاتٍ تجمعهُم، معَ الإفادةِ مِن خبراتِهِم في خدمةِ وتوعيةِ وتثقيفِ المجتمعِ.
*****
* تلك المبادرات والبرامج لا تزال عالقة في ذاكرتي كلما جاء الحديث عن القطاع غير الربحي بـ(مؤسساته، وجمعياته، وفرقه التطوعية)؛ فمع تأكيدي علَى المجالات الكثيرة التي تغطيها، وإيماني بإخلاص القائمين عليها، وجهودهم الكبيرة، إلا أني أرى أهمية البحث عن ميادينَ أخرى من العمل الخيري الخادم للمجتمع كـ(تلكَ المبادرات الثلاث أعلاه، وغيرهَا).
*****
* فكمَا تحرصُ تلكَ المؤسَّساتُ والجمعيَّاتُ علَى رعايةِ وتمكينِ المحتاجِينَ والأيتامِ والأشخاصِ ذوِي الإعاقةِ، وكذَا إكرامِ الموتَى، وغيرِ ذلكَ مِن المجالاتِ التِي تخدمهَا، أرجُو وأتطلَّعُ لقيامِهَا بتكريمِ (الأحياءِ) بمشروعاتٍ وبرامجَ ومبادراتٍ تواكبُ نبضَ المجتمعِ واحتياجاتِهِ، وتُبرزُ لهُ قدواتِهِ، ويبقَى كمْ أتمنَّى أنْ تتفضَّلُوا أيُّهَا الأعزَّاءُ علَى أخيكُم بمبادراتٍ أعجبتكُم أو تقترحُونَهَا؛ لنصنعَ منهَا ملفَّا يفيدُ منهُ القطاعُ غيرُ الربحيِّ الذِي يشهدُ تطوُّرًا ملموسًا فِي كلِّ تفاصيلِهِ، وسلامتكُم.