تحدثتُ في الحلقة الماضية عما استوقفني في خطة إعادة هيكلة التعليم وتطويره، التي قدمها معالي وزير التعليم، وتوقفتُ عند الاهتمام بالإدارة العامة لبرامح ذوي الإعاقة، وفي هذه الحلقة أواصل هذا الحديث:
سادسًا: الاهتمام بالإدارة العامة لبرامج ذوي الإعاقة؛ إذ مكنتهم الوزارة فرصة الالتحاق بالجامعات السعودية؛ وذلك من خلال البرامج والتسهيلات التي تقدمها الجامعات لهذه الفئة، حيث تقدم لهم سنة تأهيلية تُعد الأولى من نوعها على مستوى العالم العربي، وقد شكل عدد من الجامعات السعودية لجانًا تخصصية لها علاقة بتعليم الأشخاص ذوي الإعاقة مثل: اللجنة العلمية، ولجنة المناهج، ولجنة الخدمات المساندة... إلخ، فعملت تلك اللجان على تحديد عدد من المعايير والشروط الخاصة بترشيح المقبولين في الجامعات السعودية، منطلقين من أهمية أن تكون البرامج الخاصة بذوي الإعاقة بمثابة بيت خبرة، ومرجعية علمية في مجال تعليم وتدريب وتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة والعاملين معهم، وإقامة شراكات مع كل المجتمعات.
وتعمل تلك البرامج على تنمية المهارات اللغوية للفئة المستفيدة، وإعداد كوادر بشرية قادرة على التواصل مع الأشخاص ذوي الإعاقة بكل كفاءة، وتهيئة كوادر قادرة على تقديم الخدمات المساندة الملائمة لهم، وذلك من خلال تدريب وتأهيل العاملين وفق أحدث التوجهات العلمية في هذا المجال، إلى جانب فتح آفاق وتعاون مع الجهات الإقليمية والدولية ذات العلاقة، كما تعمل تلك البرامج على توعية المجتمع بهذه الفئة من ذوي العلاقة وقدراتهم، وخصائصهم، واحتياجاتهم، وكيفية التعامل معهم، عبر رفع مستوى الوعي بالإعاقة والطرق المثلى للتعامل معهم اجتماعيًا، وبما يسهم في دمج المعاقين بالمجتمع، وما يوفر لهم حياة أكثر استقرارًا واستقلالية.. ومن أهم الخدمات المقدمة لهم في الجامعات:
1- تكييف البيئة: كتوفير الإضاءة المناسبة، والقاعات الدراسية المنظمة بشكل لا يعيق الحركة، والمقاعد المناسبة في القاعات الدراسية، وأماكن بديلة كتوفير قاعة خالية من المشتتات، أو اختبارهم بشكل فردي.
2- طريقة عرض المعلومة: كتوفير العروض التقديمية التي تحتوي على الصور والفيديوهات المساعدة في توضيح المعلومات لذوي صعوبات التعلّم، أو ضعاف السمع أثناء المحاضرة، وتمكينهم من تسجيل المحاضرات، وزيادة الوقت في عرض بعض المعلومات، إلى جانب توفير كاتب للطلاب والطالبات، الذي يواجهون مشكلات في الكتابة لتدوين الملاحظات المهمة في المحاضرة، بالإضافة لتوفير مترجم لغة إشارة لذوي الإعاقة السمعية.
3- التكيّف التنظيمي: كاستخدام قائمة مهام؛ والمؤقت، بحيث يتمكن الطالب أو الطالبة من إدارة الوقت، وتدريسه إستراتيجيات تنظيم المعلومات، كالخرائط الذهنية والتدوين البصري.
4- التكيّف التقييمي: يتمثل في تقييم الطلاب والطالبات ذوي الإعاقة عبر الوسيلة التي تتناسب مع قدراتهم، بحيث يمكن إعادة طرق التدريس بما يحقق لذوي الإعاقة أكبر نتيجة إيجابية من العملية التعليمية، بحيث يمكن قراءة الأسئلة لهم، أو أن يكون الاختبار بشكل شفهي، إلى جانب استخدام برايل للطلاب أو الطالبات المكفوفين في وضع الأسئلة.
سابعًا: تعيين مدير عامّ لمكتب تحقيق الرؤية، لتقديم الدعم لملاك المبادرات والجهات التنفيذية بصفتهم المسؤولين عن النتائج والإنجاز، ومساعدتهم في تذليل المعوقات والتحديات الداخلية التي تواجه تحقيق الأهداف وإنجاز المبادرات، وتوفير أجهزة حاسوبية وأجهزة عرض للتنوع في عملية التدريس، وتجهيز المختبرات العلمية بكل ما يلزمها، إضافة إلى السبورة الذكية.
ثامنًا: تعيين مدير لمركز الوثائق والمحفوظات بوكالة الخدمات المشتركة، فالمركز الوطني للوثائق والمحفوظات، أنشئ بموجب نظامه الصادر بالمرسوم الملكي رقم (م/ 55) وتاريخ 23 شوال 1409هـ، للمحافظة على الوثائق والمحفوظات وصيانتها وفهرستها وتصنيفها بما يكفل سرعة الاهتداء إلى ما تدعو الحاجة إليه، ويرتبط إدارياَ برئيس الديوان الملكي، وتدير أعماله هيئة ترسم سياسته وتتابع تنفيذها وتقترح ما تراه مناسبًا من الأنظمة واللوائح والإجراءات لتحقيق أهدافه. ويهدف المركز إلى وضع نظام الوثائق والمحفوظات ولوائحه موضع التنفيذ.
تاسعًا: تعيين مدير عام لمركز بحوث التعليم، وقد سعى المركز لتطوير السياسات التعليمية لتحسين جودة النظام التعليمي في التعليم العام والعالي وفق أفضل المنهجيات العلمية، ومساندة صانعي القرار على مستوى الوزارة.
عاشرًا: تعيين مشرف عام على مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم العام، وهو الجهة المعنية بتقديم الدعم لوزارة التعليم تحقيقًا لرؤية المملكة في أنّ التعليم هو الأساس لبناء اقتصاد معرفي.
ومما لا شك فيه أننا بهذه الهيكلة سنرتقي بتعليمنا إلى مكانة مرموقة على مستوى العالم، ولكن لا تكتمل هذه المكانة إلا إذا واكبها تطوير المناهج الدراسية، وجعل اللغة الفصحى لغة التحدث في الفصول الدراسية والمدرجات الجامعية، مع تنقية المناهج الدينية مما تبقى من شوائب الفكر الإخواني الذي تغلغل سابقاً فيها، والجدير بالذكر أنّي سبق أن كتبتُ عدة مقالات عن بعض مناهجنا الدراسية لبعض المواد الدراسية من ضمنها المواد الدينية، وأصدرتها في كتاب إلكتروني، وتم نشره في مكتبتي الإلكترونية بعنوان: «قراءة لبعض المواد الدراسية الدينية والدراسات والاجتماعية والمواطنة للعام الدراسي 2019 - 2020»، وهذا رابطه:
https://www.docdroid.net/mrB5lHn/ktab-kraaa-mtany-fy-baad-almnahg-aldrsy-fy-almmlk-alaarby-alsaaody-pdf