* الأهلِي والزَّمالكُ مِن أقدمِ وأعرقِ الأنديةِ الرِّياضيَّةِ عربيًّا وإفريقيًّا، بلْ وعالميًّا، فالأوَّلُ منهُمَا تأسَّسَ عامَ 1907م، وثانيهُمَا عامَ 1911م؛ وبالتَّالِي فهُمَا يمتلكَانِ شعبيَّةً واسعةً، ليسَ فِي مصرَ فقطْ، بلْ فِي البلدانِ العربيَّةِ كافَّة، وَلاسيَّمَا ولهُمَا حضورُهُمَا الكبيرُ فِي البطولاتِ العربيَّةِ والإفريقيَّةِ.
*****
* ولأنَّهمَا قطبَانِ ومتنافسَانِ فِي بلديهِمَا، وفِي جميعِ الألعابِ، -وَكمَا هُو الحالُ معَ الأنديةِ العربيَّةِ الشعبيَّةِ- فشريحةٌ مِن جمهورِهمَا تتَّصفُ بالتَّعصبِ، الذِي أحيانًا يقودُ إلى الخروجِ عَن النَّصِّ فِي مواقعِ التَّواصلِ، -وللأسفِ الشَّديدِ- فإنَّ مَن يُذكِي نيرانَ ذلكَ التَّعصبِ، ويزيدُ مِن اشتعالِهِ عندَ عامَّةِ الجماهيرِ، أصواتُ وأقلامُ (بعضٍ) مَن الإعلاميِّينَ الزَّاعمِينَ الانتسابَ للناديَّينِ، وربَّمَا منهُم مَن يفعلُ ذلكَ لمصالحَ شخصيَّةٍ، كالبحثِ عَن (الرتويتِ والترندِ)!.
*****
* ولكنْ -وفِي خضمِ تلكَ الأمواجِ المتلاطمةِ- خرجَ إعلاميَّانِ نبيلَانِ يحاولَانِ الحدَّ مِن التَّعصبِ الرِّياضيِّ، والمساهمةَ بضبطِ بوصلتِهِ، بحيثُ لَا يخرجُ عَن المشروعِ والمباحِ مِن الطقطقةِ البريئةِ، فقدْ قامَا بإطلاقِ برنامجٍ رياضيٍّ تحتَ مُسمَّى (أهلَاوِي وزملكاوِي)، وذلكَ علَى اليوتيوب، والفيسبوك.
*****
* الإعلاميَّانِ الكبيرَانِ هُمَا الأستاذُ أحمد الخضري، والأستاذُ محمد القوصي، فرغمَ زملكاويَّةِ الأَوَّلِ وأهلاويَّةِ الثَّانِي، إلَّا أنَّهمَا فِي برنامجهمَا الجميلِ يجعلَانِ الأولويَّةَ للمهنيَّةِ والحيادِ التِي تُميِّزُ أطروحاتهمَا اليوميَّة، وكذلكَ لغةُ التَّسامحِ التِي يستعرضَانِ بهَا أخبارهمَا وتعليقاتِهمَا علَى الأحداثِ بعامَّةٍ، ومَا يتعلَّقُ بالأهلِي والزمالكِ بخاصَّةٍ.
*****
* وهنا أعتقد بأن الأستاذين الخضري والقوصي يقدمان أنموذجاً فريداً، وتجربة رائعة أتطلع لاستنساخها في رياضتنا، فكم أتمنى مشاهدة برامج (نصراوي وهلالي، واتحادي وأهلاوي، وتعاوني وريداوي)؛ فبالتأكيد مثل تلك البرامج من الخطوات المنتظرة، التي من شانها التخفيف من حدة التعصب الرياضي.
*****
* أخيرًا، كنتُ -ولازلتُ- مِن المتابعِينَ والمعجبِّينَ بـ(برنامجِ أهلاوِي وزملكاوِي)، ولكنْ قبلَ أيَّامٍ كانَ لِي شرفُ مقابلةِ مقدِّمَيهِ الأستاذَينِ أحمد الخضري ومحمد القوصي، والتَّعرُّفِ عليهمَا عَن قُربٍ، حيثُ وجدتهمَا قامتَينِ فِي الثَّقافةِ والإعلامِ، وقبلَ ذلكَ بتواضعِهمَا، وكرمِهمَا، ونُبلِ أخلاقِهمَا، فلهُمَا مِنِّي صادقُ الشُّكرِ والتَّقديرِ والاحترامِ، وسلامتكُم.