تقوم حالياً شركة الشراء الموحد (نوبكو) بدعم استدامة الصناعة المحلية واستمراريتها، وهي مبادرة تعد الأولى من نوعها، نظراً لموقع الشركة كمنفذ رئيسي وإستراتيجي للمنتجات الطبية بمختلف أنواعها، وقد حققت ميزة نسبية لها ولكل الجهات المتعاملة معها، وتركز المبادرة على تعاقد (نوبكو) مع المصانع المحلية لإنتاج وتسخير خطوط إنتاج بالكامل لها، وتقوم بتمويل الإنتاج والتصنيع، والحصول في النهاية على المنتج، ولا شك أن قيام هذه المبادرات ستُقوِّي من قدرة الصناعة المحلية على الاستدامة ومواجهة المنافسة الخارجية والإغراق، كما تساعد الصناعة المحلية على التطور والنمو من خلال السيطرة على التكلفة، وتخفيف وطأة مصاريف التسويق والبحث عن الأسواق، التي تُوفِّرها لهم (نوبكو). ولعل هذا التوجه سيُسهم في بناء صناعة سعودية قوية من خلال تركيزها على الإنتاج والبحث عن وسائل خفض التكلفة في ظل وجود شريك قوي، وبمبادرة تحمل عنها عبء التسويق والتصريف.
من المعروف أن شركة (نوبكو) تمتلك سوقاً ضخماً، لأنها مسؤولة عن الشراء وتوفير احتياجاته، علاوة على أن القيمة المضافة بين (نوبكو) والصناعة المحلية ستكون مرتفعة ومؤثرة، وسيخفف بالتالي من الهدر في التكلفة نتيجة لوجود تكامل بين الصناعة والشركة، مما يلغي جزءاً من التكاليف على المستهلك النهائي، وبالتالي على سعر شراء المنتج من طرف المستهلك.
لاشك أن رؤية ٢٠٣٠ ركَّزت واهتمت بتنمية وتطوير الصناعة السعودية، مع الرغبة في رفع القيمة المضافة للاقتصاد السعودي، الأمر الذي يؤكد لنا أن هذه المبادرة لا تأتي من فراغ، وإنما من اهتمام الدولة وتطوير المبادرات التي تدعم استدامة الاقتصاد المحلي، وخاصة القطاع الصناعي، ولاشك أن هذا التوجه سيدعم زيادة الاستثمار من طرف الصناعة المحلية، ومحاولة الاستفادة من الفرص المتاحة، خاصةً أن حجم السوق السعودي والقوة الاقتصادية والقدرة الشرائية أمرٌ لا يُستهان به، ويُعزِّز قيام ونشوء مثل هذه المبادرات، ولا شك أن حيوية القطاع الذي تنتمي له هذه الصناعات وشركة (نوبكو) وأهميته الإستراتيجية؛ تُسهِّل من تطبيق المبادرة ونجاحها في ظل رؤية ٢٠٣٠، ونتطلع إلى أن نسعد بوجود مبادرات تغطي كافة القطاعات في المستقبل، حتى تسهم في استدامة الصناعة المحلية.