من أصعب الأمور، أن تجد كل الأشياء التي كتبتها أو تكتبها بحبٍّ وإحساس تخاصرك أو تحاصرك، و(لا) فرق بين المفردتين سوى نقطة صغيرة، وهكذا هي بعض الأشياء التي تحدث اليوم، والتي قد تبدو في عينك صغيرة وهي كبيرة جداً!! وعليك أن تعي قيمة الكلمة وأهميتها التي قد تتحوَّل إلى قيدٍ في زمن التقنية، التي حوَّلت كل الأشياء العادية إلى أشياء غير عادية!! فما أصعب أن تضع نفسك في معارك خاسرة أنت صنعتها لذاتك دون أن تشعر، واستغلها الانتهازيون للإطاحة بك، لتجد نفسك في مأزقٍ كبير؛ البقاء فيه تعب، والخروج منه أصعب من أن تصفه بكلمات، ومَن يتخيَّل أن تصنع النقطة الفارق في كلمةٍ؛ كان بإمكانك أن تكتبها بهدوء، أو تتركها تُحلِّق بعيداً عن جنون الشهرة والظهور..!!
(لا) أحد يفرض عليك أن تكون معه أو تكون ضده، كما (لا) أحد يهمه أن تكتب مقالاً طويلاً (لا) يقرأه أحد غيرك، أو تتوقف عن الكتابة للأبد! وكيف تكتب؟ ولمَن تكتب في هذا العالم الموبوء، عالم التواصل الذي بات يتسلَّط عليه بعض أولئك الذين استغلوا غفلة الكبار، وجمعوا حولهم ملايين الصغار، ليأخذوهم معهم إلى عالمهم الرمادي الملون بلون الخرافة، العالم الذي يتحدثون فيه عن المحتوى الذي (لا) شيء فيه سوى الخراب الجميل..!!
(خاتمة الهمزة).. هناك في سويسرا بعض الذين قاموا على أنقاض وأضغاث أحلام البسطاء، وجمعوا أموالهم من خلالهم، ليعيشوا حياتهم الجميلة بين جبال الألب وهدوء الطبيعة في مدينة «انترلاكن» على حسابهم وحساب الوعي الذي بات حكاية؛ (لا) يمكن أن تنتهي في مقال... وهي خاتمتي ودمتم.