شركة المياه الوطنية شركة لها جهودها في استيعاب الكم الهائل من المشتركين، والسعي لتحقيق مطالبهم واحتياجاتهم. وعندما نتطرق لهذه الشركة فإننا نتطرق لها بوصفها مؤسسة تقوم على تقديم خدماتها للمستفيدين منها، وهي في سبيل تقديم خدماتها يقع منها -كغيرها- بعض القصور.
من هذا المنطلق نقول: إن الشركة عملت أخيرًا على استبدال عدادات المياه الإلكترونية بعدادات المياه التقليدية؛ في سبيل تقديم خدمة أفضل، لكنَّ الذي حصل هو أن بعض هذه العدادات الإلكترونية (من شدة أمانته وحرصه) لم يكتفِ بعدِّ كميات المياه المتدفقة لخزان المستفيد؛ بل تخطى ذلك لعدِّ جزيئات الهواء، سواء منها المصاحبة لتدفق الماء، أو تلك الأخرى التي تندفع إلى الخزان من غير وجود تدفق للماء. لم آتِ بالتقديم أعلاه من فراغ؛ فلدي (في جدة) عداد ماء والمشكلة هي أن قراءة العداد تأتي أرقامها عالية، وهذه الأرقام لا تتعلق بكميات المياه المتدفقة للخزان وحدها.
وحتى تتضح الصورة؛ فقد عمدتُ ذات شهر لطريقة معينة وهي إقفال العداد إذا كان الخزان ممتلئًا ويبقى مقفلًا حتى ينخفض منسوب الماء في الخزان ثم أفتح العداد (ما دامت مياه الشبكة متدفقة) حتى يمتلئ الخزان ثم أقفله، وهكذا حتى انتهى الشهر فكان المبلغ المستحق في حدود (٨٠) ريالًا. وفي الشهر الثاني لم أعمد لقفل العداد وفتحه فجاءت الفاتورة بمبلغ (١٦٤٧) ريالًا وفي الشهر الثالث جاءت بمبلغ (١٩٢٦) ريالًا، وعند المقارنة بين أرقام الاستهلاك في الفاتورة وفي شاشة العداد نجدها متطابقة في كل مرة، لكن السؤال: هل هذه الأرقام (المتورمة) جاءت نتيجة استهلاك حقيقي؟ أجزم أن أرقام الاستهلاك المدونة في الفاتورة وشاشة العداد لا تمثل الاستهلاك الحقيقي للماء؛ وإنما يأتي (الهواء) ليسهم (بالنصيب الأكبر) في هذه الأرقام، والدليل على ذلك أنني عندما كنت أفتح العداد وأقفله لم تتجاوز الفاتورة (٨٠) ريالًا، ودليل آخر وهو أن المياه في الشهر الثالث كانت شبه متوقفة لمدة أسبوع مما جعلني أستعين بصهريج مياه، ومع هذا جاءت الفاتورة بمبلغ (١٩٢٦) ريالًا، ودليل ثالث وهو أن الشركة تذكر (في الفاتورة) أن استهلاكي عن الشهر الثاني يعادل (٢٢) صهريجًا وكأنني أستهلك يوميًّا صهريجًا تقريبًا، فهل يُعقل هذا؟ والعجيب أنني طالبت الشركة باستبدال هذا العداد فقالت يجب فحصه أولًا فتقدمت لها بطلب فحص للعداد منذ شهر ونصف ولم يحصل شيء حتى إرسال هذا المقال.
نعم القراءة في شاشة العداد تقف مع الشركة، لكنْ هناك (عَقْل ومَنْطِق وتَفَهُّم) فلماذا تصادرها الشركة ولا تستجيب لها؟ كيف يمكنني الوصول لرأس الهرم في الشركة علَّه يتفهم هذه الحال العجيبة؟ هل ترتاح ضمائر مسؤولي الشركةِ والشركةُ تتقاضى مبالغَ حَوْلَها ألف علامة استفهام؟.
أخيراً.. فإن معظم موظفي الشركة الذين يتصلون بي أو يردون على اتصالاتي يكادون يجمعون على أن الحل لإيقاف هذه (الأرقام المتورمة والمبالغ العالية) هو أن أضع (محبساً) بين العداد والخزان بحيث أفتحه حتى يمتلئ الخزان ثم أقفله، وهو ما يعني (الإقرار) بأن بعض العدادات تحسب الهواء وليس الماء فقط.. فهل من مجيب؟.