* (النِّيرانُ تتصاعدُ مِن المبنَى، تُنذرُ بالتهامِ سكَّانِهِ، الجميعُ أعلنَ الهروبَ باتِّجاهِ السَّاحةِ الخارجيَّةِ، وهُو مَا نجحُوا فيهِ، لكنَّ (أُمًّا ورضيعَهَا) استطاعتْ تلكَ النِّيرانُ محاصرتَهُم، تعالتِ الأصواتُ بصحبةِ الكثيفِ مِن الدخانِ، بانتظارِ مصيرهِمَا المجهولِ!.
*****
* وفِي تلكَ اللَّحظاتِ تحضرُ التربيةُ الصَّالحةُ، والأخلاقُ النَّبيلةُ والشهامةُ، وحبُّ مساعدةِ الغيرِ حتَّى فِي أخطرِ المواقفِ والأحداثِ، نعمْ أتَى ذلكَ الشَّابُّ الذِي لا يزالُ طالبًا فِي المرحلةِ الثَّانويَّةِ، الذِي مَا أنْ عَلِمَ بوجودِ (الأُمِّ ورضيعِهَا) حتَّى تسلَّحَ بالشَّجاعةِ والتَّضحيةِ، فاقتحمَ مكانَهمَا، رغمَ أنَّه مكترثٌ باللَّهبِ؛ لينجحَ -بعدَ توفيقِ اللهِ- بإنقاذهِمَا مِن خلالِ إخراجِهمَا مِن إحدَى النَّوافذِ.
*****
* تلكَ الحكايةُ ليستْ مِن الأساطيرِ، ولمْ يصنعهَا كاتبُ سيناريُو محترفٌ، وَلمْ تكنْ مِن حلقاتِ (سبايدر مان)؛ فبطلُهَا ليسَ مزيَّفًا، أو مشخصاتيًّا، بلْ هُو (إنسانٌ) بكلِّ مَا تحملِهُ الكلمةُ مِن معنى، فالحادثةُ وقعتِ الأسبوعَ الماضِي فِي (حفرِ الباطنِ)، وبطلُهَا (الشَّابُ يوسف الشمري).
*****
* فالشكرُ كلُّه لذلكَ (الشَّهمِ المِقدامِ)، والشُّكرُ لأسرتِهِ الكريمةِ التِي أحسنتْ تربيتَهُ، وتقديرِي لكلِّ مَن بادرَ بتكريمهِ؛ فهُو يستحقُّ، ثمَّ فِي هذَا الإطارِ بعضُ المهامِّ التِي يمارسهَا (الدِّفاعُ المدنيُّ) تكتسِي طابعَ وجوبِ سرعةِ المعالجةِ فِي دقائقَ، كعمليَّاتِ الإنقاذِ مِن الغرقِ والحريقِ والاختناقاتِ وغيرها، فمهمَا اجتهدتْ فرقةُ الإنقاذِ فِي سرعةِ وصولِهَا للحادثةِ، فالزَّمنُ يسابقُهَا، وأحيانًا يغلبُهَا غصبًا عنهَا.
*****
* ولذا، فالواقع يفرض برنامجاً متكاملاً وعصرياً لـ(جمعية أصدقاء الدفاع المدني)؛ من المتطوعين المؤهلين في مختلف المدن والأحياء، يتم التواصل معهم إلكترونياً عبر وسائل الاتصال الحديثة عند البلاغات؛ لكيما يتوجه أقربهم لمكان الحدث؛ فلعل وصوله المبكر ينقذ إنساناً من الموت -بعد فضل الله- فهل نرى تفعيلاً جاداً وعملياً ملموساً لهذا المقترح الذي سبق وطرحته منذ سنوات؟ لاسيَّما وأنَّ الشَّبابَ السعوديَّ محبٌّ جدًّا للتطوُّعِ، وقدْ أظهرَ كفاءتَهُ فِي هذَا الميدانِ. ويبقَى: هلْ قامَ (دفاعُنَا المدنيُّ) بتكريمِ (البطلِ يوسف بوند)؟ هذَا مَا أرجُوه وأتمنَّاهُ، وسلامتكُم.