إنَّ قرارتنَا لا تنبعُ من مهاراتنَا، ولا من معارفنَا، بقدرِ ما تأتِي من قِيَمنَا الشخصيَّةِ، فلا يوجدُ شيءٌ أهمُّ لمستقبلكَ من تحديدِ واتباعِ قيمكَ الشخصيَّةِ.. ولكنْ مَا هِي القيمُ الشخصيَّةُ؟.
قيمك الشخصية هي تلكَ الأمور التي تعطي لها أهمية وقيمة عظمى في طريقة عيشك للحياة، واتخاذ قراراتك، وكل إنسان له قيمه الشخصية، سواء كان يعرفها أم لا، إنما يمكن أن تكون الحياة أفضل كثيراً عندما نعرف قيمنا الشخصيةَ، وبالتالي نخطط، نقرر، ونعيش وفق تلك القيم، لا كسفينة تقودها الرياح أينما تشاء، هل من المهم أن أحدد وأعرف قيمي الشخصية؟.
- تساعدُكَ علَى وضعِ أهدافكَ وخططكَ؛ وفقًا لإيمانكَ ومبادئكَ.
- تقودُكَ للحياةِ والعيشِ وفقَ غرضِ حياتكَ ورسالتكَ، لا وفقَ التأثيراتِ والتغيراتِ حولكَ.
- ترشدُكَ للأعمالِ، الوظائفِ، والخدماتِ الأنسبِ لكَ.
- ترشدُكَ لقبولِ، أو رفضِ العروضِ، والصفقاتِ المحيِّرةِ.
- تمنحُكَ الشجاعةَ والقوَّةَ للتمسُّكِ بقيمكَ مهمَا كلَّفكَ الأمرُ.
- تزيدُ من ثقةِ الآخرِينَ في شخصكَ، واحترامِهِم لكَ كقائدٍ.
- تشجِّعُ الآخرِينَ للتمسُّكِ بقيمِهِم الشخصيَّةِ السَّاميةِ أيضًا.
نحنُ غالبًا ما نشعر بالرضا عن أنفسنا، وبأنَّ لحياتنا قيمة؛ كلما تصرَّفنا طبقًا لقيمنا الداخلية، بينما في الأوقات التي لا تتلاءم فيها حياتنا مع قيمنا، يزداد شعورنا الداخلي بأنَّ ثمة خطأ ما، فنشعر لا إراديًّا بالضيق والكآبة، عادة ما تكون القيم مستقرة إلى حد ما، ولكنها ليست قيودًا صارمة، فهي تتطور مع الحياة. فمثلًا في بدايةِ الحياةِ المهنيَّةِ قدْ تكونُ قيمُ الكفاءةِ، الاحترافيَّةِ، وغيرهَا علَى رأسِ القيمِ، ولكنْ عندمَا يصبحُ لديكَ أسرةٌ ربَّما ترتفعُ قيمةُ الأسرةِ، أو التوازنُ؛ لتكونَ علَى رأسِ قيمكَ الشخصيَّةِ، لذلكَ لا مانعَ أبدًا من مراجعةِ قيمِكَ الشخصيَّةِ باستمرارٍ، وتنقيحهَا، خاصَّةً عندمَا تبدأُ في الشعورِ بعدمِ التوازنِ، وعدمِ الرضَا عن حياتِكَ، ولكنْ كيفَ تكتشفُ قيمكَ الشخصيَّةَ؟.
- فكِّرْ في أسعدِ فتراتِ حياتِكَ، مَا الأمورُ التي جعلتكَ تشعرُ بالرِّضَا والفخرِ (في حياتِكَ الشخصيَّةِ، الاجتماعيَّةِ، الروحيَّةِ، والمهنيَّةِ)؟.
- فكِّرْ فِي أهمِّ مَا يحرِّكُ سلوككَ وقرارتكَ، ما الأمورُ التِي تأخذُ كلَّ انتباهِكَ، وحماسِكَ، وتمنحُكَ الطَّاقةَ للعملِ والإنجازِ؟.
- اِختَرْ فقطْ أهمَّ 3- 5 قيمٍ كحدٍّ أقصَى.. لنْ تتنازلَ عنهَا حتَّى الموتِ.
- اختبرْ قيمَكَ الأساسيَّةَ، هلْ ترَى هذهِ القيمَ تتَّفقُ معَ إرادةِ اللهِ المعلنةِ نحوَ البشرِ، ومبادئِهِ السَّاميةِ؟ هلْ تشعرُ بالرِّضَا التَّامِّ عن نفسِكَ إنْ سلكتَ وفقَ هذهِ القيمِ؟.
اختيارُكَ للإجابةِ عن الأسئلةِ السابقةِ سوفَ يساعدكَ علَى اكتشافِ قيمِكَ الحقيقيَّةِ، التِي لا يمكنكَ التنازلُ عنهَا، رغمَ وجودِ بعضِ الأشخاصِ في حياتِنَا تظلُّ قيمُ المصالحِ الخاصَّةِ تتصدَّرُ حياتَهُم ونهجَهُم حتَّى اليوم، واللهُ المستعانُ.