إنَّ مبادراتِ خادمِ الحرمَينِ الشَّريفَينِ الملكِ سلمانَ بن عبدالعزيز -حفظَهُ اللهُ- الخيريَّةَ والإنسانيَّةَ العديدةَ إلى المستحقِّينَ مِن مواطنِي دولِ العالمِ، لا تتوقَّفُ، ممثَّلةً فِي مركزِ الملكِ سلمانَ للإغاثةِ والأعمالِ الإنسانيَّةِ، معَ بدايةِ عشرِ ذي الحجَّةِ لهذَا العامِ 1445هـ، ومَا تحملهُ في ثنايَاهَا من الأجرِ والثوابِ، فعَن عبدالله بن عباس -رضِي اللهُ عنهُمَا- قالَ: قالَ رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-: (مَا العَمَلُ فِي أيَّامٍ أفْضَلَ منهَا فِي هذِهِ؟ قالُوا: ولَا الجِهَادُ؟ قَالَ: ولَا الجِهَادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بنَفْسِهِ ومَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بشيءٍ) رواه البخاري.
وتأسِّيًا بمَا دلَّت عليهِ الأحاديثُ علَى أنَّ العملَ فِي أيَّامِ ذِي الحجَّة، أحبُّ إِلَى اللهِ مِن العَملِ فِي أيَّامِ الدُّنيَا مِن غيرِ استثناءِ شيءٍ منهَا، فقدْ افتتحَ مركزُ الملكِ سلمانَ للإغاثةِ والأعمالِ الإنسانيَّةِ (مخبزَ الأملِ الخيريَّ) بمدينةِ عكار بلبنانَ؛ لتقديمِ وجباتِ أقراصِ الخبزِ للعائلاتِ الأشدِّ حاجةً بلبنانَ، والذِي يبلغُ نتاجُهُ (60) ألفَ قرصٍ فِي اليومِ، تُوزَّعُ علَى العائلاتِ الأشدِّ حاجةً فِي لبنانَ، والمهاجرِينَ إليهَا مِن بعضِ دولِ الجوارِ، كسوريَا وغيرِهَا مِن مواطنِي الدولِ النازحةِ.
ويُشرفُ علَى هذَا المخبزِ الآليِّ عالِي التقنيةِ، وإدارةِ شؤونِهِ الخدميَّةِ؛ أيدٍ سعوديَّةٌ ذاتُ خبرةٍ ودرايةٍ فِي هذَا المجالِ.
إنَّها مبادرةٌ خيريَّةٌ وإنسانيَّةٌ غيرُ مسبوقةٍ، يُسديهَا خادمُ الحرمَينِ الشَّريفَينِ وسموُّ وليِّ العهدِ -يحفظهُمَا اللهُ- للتَّخفيفِ مِن معاناةِ المواطنِينَ الأشدِّ حاجةً فِي لبنانَ الشقيقِ؛ ومِن يقيمُ علَى أرضِهِ، تُضافُ إلى المبادراتِ الإنسانيَّةِ التِي عمَّ نفعُها كلَّ مستحقٍّ علَى وجهِ البسيطةِ.
فجزَى اللهُ خادمَ الحرمَينِ الشَّريفَينِ ووليَّ عهدِهِ خيرَ الجزاءِ علَى مَا بذلَاهُ مِن أعمالٍ خيريَّةٍ وإنسانيَّةٍ، ليسَ علَى المستوَى الوطنيِّ فحسبْ، بلْ إلَى كلِّ محتاجٍ مِن مواطنِي دولِ العالمِ، وجعلَ ذلكَ فِي موازينِ أعمالِهِمَا.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
