* المملكةُ العربيَّةُ السعوديَّةُ تستضيفُ سنويًّا أكبرَ تجمُّعٍ بشريٍّ فِي هذَا الكونِ؛ إذْ وصلتْ أعدادُهُ هذَا العام 1445هـ، 2024م، نحوَ (مليونٍ و900 ألفِ إنسانٍ)، تفرضُ المناسكُ وحدةَ حركتِهِم، وزمانِهَا، وإطارِهَا المكانيِّ المحدَّدِ، فمجموعُ مساحةِ المشاعرِ تساوِي (33 كيلومترًا مربعًا، فمِنَى 8 كم2، وعرفات 13 كم2، ومزدلفة 12 كم2)، تلكَ الحشودُ نعمْ يجمعُهَا الدِّينُ والغايةُ السَّاميةُ، لكنَّهَا تختلفُ في لغاتِهَا وثقافاتِهَا وأعمارِهَا، وإنْ كانَ أغلبُهَا من كبارِ السِّنِّ، الذِينَ يصعبُ توجيهُهُم وتحريكُهُم.
*****
* والمملكةُ، ورغمَ كلِّ تلكَ الصعوباتِ والتحدِّياتِ والظُّروفِ المعقَّدةِ المحيطةِ التِي منهَا كذلكَ؛ حرارةُ الأجواءِ المرتفعةُ فِي مكَّة المكرَّمة والمشاعرِ، نجحتْ -بفضلِ اللهِ تعالَى- فِي توفيرِ سُبلِ الرَّاحةِ، بلْ الرفاهيَّةِ لضيوفِ الرَّحمنِ؛ لكيمَا يؤدُّوا مناسكَهُم فِي يُسرٍ وسهولةٍ وأمنٍ وطمأنينةٍ وسكينةٍ.
*****
* (نجحَ الحجُّ)، فلَا اختناقاتٍ ولا حوادثَ، ولا تأخيرَ في التنقُّلاتِ؛ لمَا أنَّ (مملكةَ الإنسانيَّة) أنفقتِ الملياراتِ تتلوهَا الملياراتُ لتوسعةِ وتطويرِ كلِّ مَا يتعلَّقُ بالحرمَينِ الشَّريفَينِ والمشاعرِ المقدَّسةِ؛ ولأنَّهَا استثمرتْ أحدثَ التقنياتِ والذَّكاءِ الاصطناعيِّ فِي خدمةِ الحجيجِ وإدارةِ حشودِهِم، وقبلَ ذلكَ كلِّه؛ لأنَّ طائفةً مِن أبنائِهَا كانُوا خدَّامًا للحجَّاج -بكلِّ مَا تحملهُ هذهِ الكلمةُ من معنى-، يسهرُونَ علَى راحتِهِم فِي شتّى المجالاتِ، وهُم فِي هذَا الميدانِ قدْ رسمُوا صورًا إنسانيَّةً بديعةً تناقلتَهَا بإعجابٍ مختلفُ وسائلِ الإعلامِ وبرامجِ التواصلِ.
*****
* (نجاحُ حجِّ 1445هـ)؛ بالتَّأكيدِ أتَى استمرارًا لنجاحاتِ السَّنواتِ الماضيةِ، فهذهِ باقاتٌ مِن التَّهانِي والشُّكرِ لمقامِ خادمِ الحَرمَينِ الشَّريفَينِ، ولسموِّ وليِّ عهدِهِ الأمينِ، ثمَّ الشُّكرُ لكلِّ مَن ساهمَ فِي إدارةِ وتنفيذِ ملفِّ الحجِّ مِن القطاعاتِ الحكوميَّةِ والتطوعيَّةِ والخاصَّةِ.
*****
* أخيراً، نجاحات الحج تحمل الكثير والكثير من التضحيات والقصص الصادقة، التي حقها أن تروى، وأن يصل نبضها للعالم الخارجي، وذلك من خلال إنتاج أفلام وثائقية احترافية بعدة لغات، على أن يعمل على بثها في كبريات القنوات الفضائية في الدول الإسلامية، إضافة لنشرها في مواقع تواصلها الأشهر، طبعاً ليس رياءً؛ فهذا واجبنا الذي نفتخر به؛ ولكن ليطلع العالم على ما تبذله بلادنا من جهود من أجل راحة ورفاهية الحجاج؛ فهلا فعلتها وزارة الإعلام بالتعاون مع المؤسسات ذات العلاقة، كالحج والخارجية والملحقيات الثقافية؟، هذا ما أرجوه، وسلامتكم.