مِنَ النَّاسِ مَنْ حجَّ ورجعَ مِن حجِّهِ كيومِ ولدتهُ أمُّهُ، قدْ حُطَّتْ عنهُ الذنوبُ والخطايَا، ولوْ ماتَ فِي ساعتِهِ لوجبتْ لهُ الجنَّةُ، حيثُ لَا تعبَ، ولَا نصبَ، ولَا همَّ، ولَا مرضَ، بلْ سعادةٌ سرمديَّةٌ عندَ مليكٍ مُقتدرٍ.
ومِنَ النَّاسِ مَن لمْ يحجَّ، ولمْ يقطرْ جبينُهُ قطرةَ عرقٍ واحدةً خدمةً للحُجَّاجِ وتسهيلًا لحجِّهِم، ومعَ ذلكَ فقدْ نصَّبَ نفسَهُ مُقَيِّمًا وقاضيًا ظالمًا يحكمُ بالزُوُّرِ والبُهتانِ؛ ضدَّ الجهودِ العظيمةِ التِي تبذلهَا المملكةُ منذُ عشراتِ السَّنِين فِي الحجِّ، حتَّى غدَا منظومةً يُشيدُ بهَا العالمُ، إذَا كانَ فيهِ نزْرٌ يسيرٌ مِن الإنصافِ.
وهؤلاء الآخيرُونَ، هُم شرذمةٌ من العرب الحاقدين والحاسدينَ تُسيِّرهُم جهاتٌ مُعاديةٌ للمملكةِ، وهمُّهُم الأكبرُ هُو الإساءةُ للمملكةِ وتصويرهَا بخلافِ الواقعِ المُشرِّفِ لهَا طيلةَ العقودِ الماضيةِ فِي خدمةِ الحجِّ والحُجَّاجِ والمعتمرِينَ.
وهُم فئةٌ باغيةٌ، وأقربُ للنِّفاقِ منهُم للإيمانِ، فتراهُم يكذبُونَ وهُم ينظرُونَ لعينيكَ، عَينِي عَينِكَ، ويكذبُونَ بفجورٍ يهدِي إلَى النَّارِ، ويشهدُون بالزُوُّر الذِي هُو مِن الكبائرِ، ويقلبُونَ الحقائقَ الرائعةَ الجمال والنموذجيَّةَ السعوديَّةَ التي تحصلُ فِي الحجِّ، ويُشوِّهُونَ جهودَ المملكةِ التِي جنَّدتْ كلَّ طاقاتِهَا البشريَّةِ والتنظيميَّةِ والدينيَّةِ والأمنيَّةِ والصحيَّةِ والغذائيَّةِ لخدمةِ الحُجَّاجِ مِن كافَّةِ أصقاعِ المعمورةِ!.
ورغم أنوف هؤلاء، تسير قافلة الحجِّ بقيادة المملكة العربية السعودية بخُطى ثابتة، نحو الكمال، بينما هم ينبحون مثل الجِراء الهَرِمَة، ووالله وتالله وبالله لو اطَّلع كافرٌ من أهل الجاهلية الأولى على ما تقوم به المملكة من جهود جبَّارة في الحجِّ لأنصفها، وسلَّمها طواعيةً مقاليد السدانة والرفادة والسقاية، وَلَقال الحق الذي لا لبْسَ فيه، وهذه هي الأخلاق العربية الأصيلة والسلوك الإسلامي الصحيح.
فاللَّهُمَّ أنجزْ وعدَكَ لِمَن حجَّ وَلَمْ يَرفُثْ ويَفْسُقْ ويُجادلْ فِي الحَجِّ، وكُنْ حسْبُنَا وَنِعمَ الوَكيلُ علَى الفئةِ الثَّانيةِ الباغيةِ بعدلِكَ وقدرتِكَ علَى جميعِ خلقِكَ، قُولُوا آمِينْ.
talalmalgashgari@gmail.com
@T_algashgari
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
