- يقولُ الحقُّ تباركَ وتعالَى فِي مُحكَم التَّنزيلِ: (أوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَىٰ إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِّزْقًا مِنْ لَّدُنَّا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ)، «القَصَص - 75».. ويقولُ سُبحانَهُ: (أوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللهِ يَكْفُرُونَ)، «العنكبوت - 76».. فالحمدُ للهِ علَى نِعَمِ الأمنِ والإيمانِ، والرّزقِ والتّمكينِ، والسّلامةِ والإسلامِ.
- أحيانًا، تُحاصِرُنِي أفكارِي وهواجِسِي وتساؤلاتِي وأحزانِي، وأخلدُ للنَّومِ علَى أملِ ألَّا أصحُوَ منهُ أبدًا، ثمَّ أكونُ نَسْيًا مَنْسِّيًّا. لكنَّنِي أستيقظُ صباحًا وقدْ نسيتُهَا كلَّهَا.. مُمتنًّا للهِ علَى ردِّهِ رُوحِي وخَلاصِي مِن الوَساوِسِ، وأحمدُهُ تعالَى أنْ رَحِمَ عبادَهُ بالنَّومِ، وهُو حيٌّ قيُّومٌ، لَا تأخذُهُ سِنةٌ وَلَا نَومٌ.
- الحمدُ للهِ علَى نِعمةِ مُضادَّاتِ الاكتئابِ والألَمِ، التِي أنقذتْ مَلايينِ البشرِ مِن البُؤسِ والشَّقاءِ النَّفسيِّ والبدَنيِّ، ولا تزالُ.. والشُّكرُ موصولٌ للعُلماءِ العاملِينَ، الذِينَ أفادُوا البشريَّةَ ونجحُوا في تخفيفِ مُعاناةِ النَّاسِ، فجزاهُم اللهُ عَن البَشريَّةِ خيرَ الجَزاءِ والمَثوبةِ فِي الدُّنيَا والآخِرَةِ.
- أنَا مُمتنٌّ للأغانِي والمُوسيقَى والألْحانِ، علَى حُسنِ أثرِهَا فِي النُّفوسِ، ومُساعدةِ كثيرِينَ علَى التَّشافِي والتَّعافِي والارتقاءِ الرُّوحيِّ، وتغذيةِ نشوةِ الانتشاءِ والطَّربِ لديهِم.. فالموسيقَى غايةٌ لذاتِهَا، وهِي عندَ (شوبنهاور) تمنحُ الإنسانَ الحُرّيةَ من البُؤسِ الفرديِّ، لذلكَ أقولُ: مِن الحَسَنِ التعرُّضُ لجُرْعاتٍ مُنتظِمةٍ مِن المُوسيقَى والأغانِي الطَّربيَّةِ.. والحمدُ للهِ دومًا علَى نِعمةِ المُوسيقَى.
- ويَا صديقِي، لا تُحاولْ دُخولَ الجنَّةِ علَى حسابِ إدخالِ آخرِينَ النَّارَ برأيِكَ.. ولَا تُحاولْ كسْبَ رِضَا اللهِ بِتجريمِ النَّاسِ.. لا تتدخَّلْ فِي حُكْمِ اللهِ علَى عِبادِ اللهِ.. الحمدُ للهِ الذِي جَعَل مَا فِي القُلوبِ يَخفَى علَى الخَلْقِ، فلَا يطَّلعُ عليهِ أحدٌ سِواهُ.. الحمدُ للهِ الذِي جعَلَ حسابَنَا عليهِ وحدَهُ سُبحانَهُ، ولمْ يُوكِلهُ إلى أحدٍ مِن خَلْقِهِ.. فلهُ الحمدُ علَى ذلكَ حمْدًا كثيرًا.
- عِندمَا أُطالِعُ بعضَ الخِطاباتِ الدِّينيَّةِ، أُتَمْتِمُ: الحمدُ للهِ علَى نِعمةِ التعقُّلِ والتدبُّرِ.. وحينَ أسمعُ بعضَ الآراءِ الدِّينيَّةِ المُتشدِّدةِ المُخالِفةِ للذَّوقِ السَّليمِ، أقولُ: «رُبَّ ضارَّةٍ نافِعة»، وأتذكَّرُ قولًا للدُّكتورِ (مُصطفى محمود): «وُلِدتْ شُكُوكِي علَى يدِ شيخٍ واعظٍ، والسَّببُ أنَّهُ تحدَّث بِجهْلٍ وخَطأٍ».. ثمَّ أحمدُ اللهَ الَّذِي غيَّرَ حالَنَا إلى أحسنِهِ، وهيَّأ لنَا مِن أمرِنَا رَشَدًا.