لطالمَا كانَ الطُّموحُ هُو المحرِّكُ الأساسُ لنجاحِ الإنسانِ، فالإنسانُ إمَّا أنْ يكونَ طموحًا ذَا أملٍ، ومتفائلًا، أو يكونَ متشائمًا، فالطُّموحُ هُو امتلاكُ حافزِ لبلوغِ قوَّةٍ معيَّنةِ، وتكونَ إمَّا قوَّةً ماديَّةً أو سلطويَّةً، أو اجتماعيَّةً، أو عاطفيَّةً، وأحيانًا توظيف تلكَ القوَّةِ لبلوغِ هدفٍ معيَّنٍ، وقدْ يكونُ الإنسانُ الطَّموحُ قدوةً لغيرِهِ، أيّ يكونُ إنسانًا مثاليًّا.. وكأيِّ شيءٍ فِي الحياةِ، فالطُّموحُ لهُ إيجابيَّاتٌ وسلبيَّاتٌ، فقدْ يكونُ الإنسانُ طموحًا للبناءِ في مجتمعهِ، أو يكونُ إنسانًا هدَّامًا، لَا يقدِّمُ شيئًا لنفسِهِ أو لغيرِهِ.
للطُّموحِ خطواتٌ لابُدَّ مِن الأخذِ بهَا؛ لِكَي يتحققَ معهُ النَّجاحَ المنشودَ.
الحلمُ بدونِ إنجازٍ: الطموحُ الكبيرُ مُغرٍ، أليسَ كذلكَ؟، ولكنْ بدونِ اتِّخاذِ الإجراءاتِ اللازمةِ لتفعيلهِ علَى أرضِ الواقعِ، وبتطويرِ عادةِ التفعيلِ، مَا الذِي يمكننِي فعلُهُ إزاءَ هذَا الأمرِ؟ كيفَ يمكننِي تحقيقُ أفكارِي لإضافةِ قيمةٍ لنفسِي وللآخرِينَ؟.
التفكيرُ غيرُ الواقعيُّ: دائمًا مَا تنظرُ إلى الجانبِ المتفائلِ مِن الحياةِ، ولكنْ أيضًا مِن الواقعيَّةِ؛ بحيثُ تعرفُ أنَّ الحياةَ أمرهَا معقَّدٌ، ولابُدَّ مِن إلقاءِ نظرةٍ واقعيَّةٍ علَى أحلامِكَ وخططِكَ، ما الخطأُ الذِي يمكنُ أنْ يحدثَ؟ مَا هِي العواملُ التِي أغفلتهَا؟ مَا الذِي يمكنُ أنْ يقودَ هذَا الحلمَ إلى الإخفاقِ؟.
إهمالُ التَّفاصيلِ: بدونِ قدرٍ كافٍ مِن الاهتمامِ بالتَّفاصيلِ يتحوَّلُ الطموحُ الكبيرُ إلى مصيدةٍ للفشلِ، بعدَ تكوينِ حلمِكَ الكبيرِ ابدأ فِي التفكيرِ فِي التفاصيلِ، قدْ لَا تكونُ خبيرًا بفنيَّاتِ الموضوعِ، لكنْ يمكنكَ دائمًا سؤالُ أو حتَّى تعيينُ واحدٍ منهُم.
التفكيرُ في المواردِ الخارجيَّةِ فقطْ: إنَّ تحقيقَ الطموحاتِ الكبيرةِ يتطلَّبُ مواردَ كبيرةً، تلكَ المواردُ تشملُ المواردَ الخارجيَّةَ كالأشخاصِ والتمويلِ، وتشملُ كذلكَ المواردَ الداخليَّةَ كالمعرفةِ والإبداعِ وأسلوبِ التفكيرِ، ربَّمَا تحتاجُ لتوسعةِ معارفِكَ وطريقةِ تفكيرِكَ، ومساحتِكَ الذهنيَّةِ وطاقتِكَ الحماسيَّةِ.
الغرور: لو تلبست بعادة أن تنسب الفضل كله لنفسك، فستجد نفسك في مرحلة ما وحدك، أو محاطاً بأولئك الذين يتبعونك فقط؛ لإشباع احتياجاتهم، لا لإيمانهم برؤيتك.. ابدأ في إعطاء الآخرين نصيبهم من الفضل، أقر بمجهوداتهم، واشكرهم وكافئهم عليها.
فقدانُ المغزَى، إنْ كنتَ ذَا طموحٍ كبيرٍ معرفيًّا، ولكنَّكَ تقومُ بتفعيلِهِ بلَا مغزَى ولا معنَى، فستحرقُ وقودَكَ بسرعةٍ، واحدة مِن خصائصِ القادةِ العظامِ ذوِي الرؤيةِ الكبيرةِ هِي قدرتُهُم علَى إضفاءِ معانٍ عظيمةٍ علَى كلِّ شيءٍ يفكِّرُونَ فيهِ ويعيشُونَهُ.
عدمُ التوازنِ، ينهمكُ الكثيرُ مِن ذوِي الطموحِ الكبيرِ فِي تحقيقِ رؤيتِهم، فيهملُونَ جوانبَ أُخْرى مهمَّةً فِي حياتِهم، يعيشُونَ حياةً عاليةَ الضغوطِ جدًّا، ويفشلُونَ فِي أداءِ دورِهِم كأزواجٍ وآباءٍ، وينفقُونَ قدرًا لَا بأسَ بهِ مِن المالِ فِي العلاجِ النَّفسيِّ.. إنَّ وجودَ قدرٍ مِن الاتِّزانِ فِي الحياةِ ضروريٌّ، ليسَ بالضرورةِ أنْ يتساوَى النَّاسُ فِي نصيبِ كلِّ دورٍ أو احتياجٍ فِي حياتِهِم، لكنَّ هناك قدرًا أدنَى لابُدَّ من تحقُّقهِ.
(النَّتائجُ الكبيرةُ تحتاجُ لطموحاتٍ كبيرةٍ).