لسلامة الجميع.. لا حج بلا تصريح

موسمُ الحجِّ مِن أعظمِ المناسباتِ الدينيَّةِ التِي يجتمعُ فيهَا المسلمُونَ مِن شتَّى بقاعِ الأرضِ؛ لأداءِ هذهِ الشعيرةِ المُقدَّسةِ؛ ولهذَا السَّببِ، تحرصُ المملكةُ العربيَّةُ السعوديَّةُ على تنظيمِ هذَا الحدثِ الكبيرِ بعنايةٍ فائقةٍ؛ لضمانِ سلامةِ الحجَّاجِ، وتوفيرِ أفضلِ الخدماتِ لهُم. وإحدَى الرَّكائزِ الأساسيَّةِ فِي هذَا التَّنظيمِ هِي التَّصريحُ بالحجِّ، والذِي يضمنُ تنظيمَ الحركةِ، وتوفيرَ الخدماتِ اللازمةِ للحجَّاجِ.

التَّصريحُ بالحجِّ ليسَ مجرَّد ورقةٍ عابرةٍ، بلْ هُو أداةٌ تنظيميَّةٌ هامَّةٌ، تُساهمُ فِي تحديدِ أعدادِ الحجَّاجِ، حيثُ يساعدُ فِي تحديدِ الأعدادِ الدَّقيقةِ للحجَّاجِ؛ ممَّا يسهِّلُ عمليَّةَ التَّخطيطِ والتَّنظيمِ، ويوفِّرُ السَّلامةَ للجميعِ، كمَا يُمكِّنُ التَّصريحُ الجهاتِ المختصَّةَ مِن توفيرِ الخدماتِ الصحيَّةِ والخدميَّةِ والنقلِ للحجَّاجِ بطريقةٍ منظَّمةٍ وفعَّالةٍ، ويُسهِّلُ التَّصريحُ علَى الجهاتِ الأمنيَّةِ والصحيَّةِ الوصولَ إلَى الحجَّاجِ فِي حالِ حدوثِ أيِّ طارئٍ؛ ممَّا يضمنُ تقديمَ الرعايةِ المطلوبةِ في الوقتِ المناسبِ، ويعملُ التَّصريحُ علَى تجنُّبِ الازدحامِ الكبيرِ فِي الأماكنِ المقدَّسةِ؛ ممَّا يقلِّلُ مِن احتمالاتِ وقوعِ حوادثَ وتدافعٍ بينَ الحجَّاجِ.

وعدمُ التزامِ بعضِ الحجَّاجِ بالحصولِ علَى تصريحٍ يتسبَّبُ فِي زيادةِ الازدحامِ والتكدُّسِ في المشاعرِ المقدَّسةِ؛ ممَّا يشكِّلُ خطرًا كبيرًا على حياتِهم وحياةِ الآخرِينَ؛ إضافةً لصعوبةِ توفيرِ الخدماتِ اللازمةِ لهؤلاءِ الحجَّاجِ؛ ممَّا يُعرِّضهُم لمشكلاتٍ صحيَّةٍ، ونقصٍ في أماكنِ الإيواءِ والنقلِ، كما يعرقلُ الحجَّاجُ غيرُ النِّظاميِّينَ جهودَ التَّنظيمِ والتَّرتيبِ؛ ممَّا يجعلُ إدارةَ الحشودِ أكثرَ تعقيدًا وخطورةً.

وللأسف، قامت بعض الشركات الخارجية بالتلاعب بالحجاج غير النظاميين، من خلال إيهامهم بإمكانية أداء الحج بدون تصريح؛ هؤلاء استغلوا هذه الشعيرة لتحقيق مكاسب مالية ودنيوية، دون الاهتمام بسلامة وصحة هؤلاء الحجاج غير النظاميين.

كمَا أنَّ بعضَ الفتاوَى المؤدلجةِ شجَّعت الحجَّاجَ علَى مخالفةِ الأنظمةِ، والتحايلِ علَى القوانِين؛ ممَّا أدَّى إلى تعريضِ حياتِهِم للخطرِ. وقدْ أدَّى هذَا التلاعبُ والتحريضُ إلى وفاةِ 1079 حاجًّا غير مرخَّصٍ لهُم؛ ممَّا يؤكِّدُ ضرورةَ التصدِّي لهذهِ الظواهرِ، والتأكيدَ علَى أهميَّةِ الالتزامِ بالتَّصاريحِ النظاميَّةِ.

ويتَّضحُ مِن هذهِ النقاطِ أهميَّة التَّصريحِ فِي تنظيمِ موسمِ الحجِّ، وضمانِ سلامةِ الحجَّاجِ، كمَا يجبُ على الحجَّاجِ الالتزامُ بالتَّصاريحِ، وتجنُّب الاستماعِ إلى الشركاتِ المتلاعبةِ، والفتاوَى المؤدلجةِ التِي تعرِّضُ حياتَهُم للخطرِ.

إنَّ الالتزامَ بالأنظمةِ والتَّعليماتِ الصادرةِ من الجهاتِ المختصَّةِ هُو السَّبيلُ الأمثلُ لضمانِ أداءِ فريضةِ الحجِّ بسلامٍ وأمانٍ، وتحقيقِ الفوائدِ الروحيَّةِ والاجتماعيَّةِ لهذهِ الرحلةِ المباركةِ.