Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
نبيلة حسني محجوب

نجاح صحي وأمني لحج هذا العام

A A
كما هو المأمول والمعتاد في نتائج الحج كل عام، وتقارير الوزارات المعنية برعاية الحجاج من جميع الجنسيات والتوجُّهات؛ أشار معالي وزير الصحة الأستاذ فهد الجلاجل إلى نجاح جهود الإدارة الصحية لموسم حج عام 1445، كما جاء في (واس) ونشرته صحيفة (المدينة) الثلاثاء 23 يونيو 2024م.

هذه هي الجهود التي تقدمها المملكة لضيوف الرحمن كل عام، لذلك يتدفق الجميع ليحظى بفرصة الرعاية الطبية المجانية التي تقدمها المملكة للجميع دون تمييز، مع أن الحج لمن استطاع إليه سبيلا، هذا الشرط الذي وضعه الله سبحانه وتعالى للركن الخامس من أركان الإسلام.. والاستطاعة تشمل الاستطاعة البدنية والمالية، لكن لا أحد يتوقف عند هذه الفسحة التي منحها الله للمسلم، كي لا يقع في عنت المشقة المالية والجسدية، لكننا نشاهد كل عام أن كثيراً من ضيوف الرحمن «كبار في السن»، وكثير منهم أيضاً يُعانون من أمراض مزمنة وأحياناً مستعصية، لكنهم يأتون محمَّلين بالأمل، طامعين فيما تقدمه الدولة لضيوف الرحمن من رعاية صحية على أعلى مستوى.. خدمات صحية لا يجدها الحاج في وطنه، وإن وُجِدَت فهي أكبر من إمكانياته.

إذا نظرنا إلى عدد الخدمات العلاجية التي قُدِّمت لضيوف الرحمن، كما جاء في تصريح الوزير: «465» ألف خدمة علاجية تخصصية، والمثير للعجب أن الدولة ممثلة في وزارة الصحة لم تستثنِ أولئك الذين تحدّوا التنظيمات التي وضعتها الدولة، وتحايلوا على قرار «لا حج بدون تصريح» وتدفقوا ليُمارسوا الافتراش والفوضى في المشاعر، إلا أن الدولة قدمت لهم الرعاية الصحية، فمن ضمن «465 ألف منها 141 ألف خدمة صحية تخصصية من نصيب غير المصرَّح لهم. ويأتي هذا تأكيداً لتوجيهات القيادة الرشيدة - حفظها الله- بوضع صحة الإنسان أولا فوق كل اعتبار».

نظرا للإجراءات الاحترازية التي تتخذها المملكة كل عام حرصاً على سلامة ضيوف الرحمن، لم تُسجَّل أوبئة أو أمراض متفشية، كذلك كانت الحالة الصحية للحجاج مطمئنة، خاصة في ظل ما سجلته المشاعر المقدسة من درجات حرارة مرتفعة؛ هذا بالتأكيد يعود إلى الأثر الإيجابي لتعامل الجهات الصحية، ومساندة قوات أمن الحج، مع الإجهاد الحراري للحد من تداعياتها.

رأينا في كثير من المشاهد كيف يتعامل رجال الأمن مع كبار السن والمرضى بمنتهى الإنسانية، مَن يقف بمظلةٍ فوق حاج يؤدي الصلاة، يحميه من حرارة الشمس، بينما الشمس تحرق رأسه، ومَن يصطحب كبار السن وهم يؤدون الطواف والسعي مستندين على جسده، دون أن يظهر على وجهه الضيق، بل بكل حب يقدم كل ما يستطيعه في موقعه لضيوف الرحمن.

كذلك أشار الوزير إلى: «أن المنظومة الصحية تعاملت مع أعداد كبيرة من المتأثرين بالإجهاد الحراري هذا العام، بعضهم لا يزال يتلقَّى الرعاية حتى الآن».

رغم هذا التدفق الكبير للحجاج المصرح لهم، إلا أن نسبة الوفيات بينهم قليلة إذا نظرنا إلى إجمالي عدد الوفيات، 1301 وفاة، لكن النسبة الأكبر كانت لغير المصرح لهم، حيث بلغت 83%، «لأنهم ساروا مسافات طويلة تحت أشعة الشمس، بلا مأوى ولا راحة، وبينهم عدد من كبار السن ومصابي الأمراض المزمنة». لذلك تحرص الدولة على التزام الجميع بأنظمة الحصول على تصريح، الذي يعني أنه منتمٍ إلى مؤسسة تُقدِّم له المأوى والمواصلات والرعاية الصحية والأمنية، لكن تجاوز التعليمات والأنظمة يؤدي إلى الهلاك، وإلى معصية الله في عدم الالتزام بشرط الاستطاعة.

نجاح حج هذا العام صحياً وأمنياً يُربك الفاشلين وأصحاب حملات التشويش على جهود الدولة المباركة؛ التي تحرص على كل من يأتي إليها، كيف إذاً بضيوف الرحمن؟، إنها تحملهم على كفوف الراحة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store
كاميرا المدينة