خدمةُ الحرمَينِ الشَّريفَينِ وسامُ شرفٍ تحملهُ القيادةُ الحكيمةُ بقيادةِ خادمِ الحرمَينِ الشَّريفَينِ وسموِّ وليِّ عهدهِ الأمينِ -حفظهمَا اللهُ- وتجنِّدُ لهذهِ المهمَّةِ العظيمةِ كافَّةَ قطاعاتِ الدَّولةِ؛ لتقديمِ أفضلِ وأرقَى وأجودِ الخدماتِ لحجَّاجِ وزوَّارِ الأماكنِ المقدَّسةِ؛ ليتحقَّقَ -فعلًا وقولًا- تأديةُ مناسكِ الحجِّ بيُسرٍ وطمأنينةٍ.
وكمْ نحنُ فخورُونَ بمَا تراهُ الأعينُ، وترصدهُ الكاميراتُ، ومَا توثِّقهُ لغةُ الأرقامِ ومواقعُ التواصلِ الاجتماعيِّ علَى اختلافِها وتنوِّعِها مِن تلكَ المشاهدِ والصورِ أصدقُ تعبيرًا عن الواقعِ المشهودِ في قلبِ الحدثِ؛ لتكونَ السعوديَّةُ العُظمَى الأُولَى في العالمِ فِي إدارةِ الحشودِ بهذهِ الأعدادِ المليونيَّةِ التِي تتوافدُ علَى الأراضِي المقدَّسةِ، وتيسيرِ تحركاتِهم، وتذليلِ كلِّ الصعوباتِ من أجلِ إتمامِ الرحلةِ المقدَّسةِ، وتأديةِ مناسكِ الحجِّ.
ما تتناوله المواقع الحاقدة والمغرضة والحاسدة، لا مجال للتأكيد بأنها خططت مبكراً لكل هذه الأكاذيب والحشد الإعلامي المضلل؛ لتوهم نفسها ومن هم على شاكلتهم، بوجود خلل ما في أداء مهمة نحن أعلم بقدسيتها وعظمتها ونؤديها بمعايير عالية الجودة والاتقان.
تأمَّلتُ المشهدَ عَن قُربٍ، وكنتُ فِي العامِ الماضِي شاهدَ عيانٍ، وعملتُ متطوِّعةً كمستشارةٍ إعلاميَّةٍ فِي المسجدِ النبويِّ الشريفِ، ولمستُ جهودًا جبَّارةً مِن الدولةِ -رعاهَا اللهُ- في تقديمِ أفضلِ الخدماتِ لزوَّارِ المسجدِ النبويِّ، وبهرتٍ بمَا عاينتُ، وشاهدتُ، ورصدتُ، وبمَا خطَّه قلمِي مِن رصدٍ لمنجزاتٍ حقيقيَّةٍ علَى أرضِ الواقعِ مِن قِبلِ رجالٍ ونساءٍ صدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ علَيهِ، وكَانُوا -ومازالُوا- عندَ ثقةِ وليِّ الأمرِ الذِي أوكلَ لهُم مهمَّةَ خدمةِ ضيوفِ الرَّحمنِ.
الكلمةُ الصادقةُ، والإعلامُ المواكبُ للحدثِ، ولغةُ الأرقامِ التِي يتحدَّثُ بهَا المسؤولُونَ هِي التِي تثبتُ حقيقةَ الواقعِ الذِي نعيشهُ معَ ضيوفِ الرَّحمنِ، وهذَا تصريحُ وزيرِ الصحَّةِ يؤكِّدُ بشفافيةٍ عاليةٍ عددَ المتوفِّينَ مِن الحجَّاجِ -رحمَهُم اللهُ وتقبَّلهُم عندَهُ- وكمْ نسبة مَن كانُوا مِن غيرِ النظاميِّينَ منهُم الذِينَ تجاوزُوا الأنظمةَ والقوانينَ، وجنُوا علَى أنفسِهم بدرجاتِ الحرارةِ الشديدةِ التِي حذَّرتْ منهَا الجهاتُ المختصَّةُ برسائلَ توعويَّةٍ مستمرةٍ، وَالمُؤمِنُ كَيِّسٌ فَطِنٌ وعلَى نفِسهِ بصيرٌ.
تداولتْ وسائلُ الإعلامِ مقاطعَ لجنودِنَا البواسلِ ورجالِ الأمنِ الأكفاءِ فخرِ الوطنِ، وهُم يرتمُونَ علَى الأرضِ بعدَ انتهاءِ موسمِ الحجِّ فِي المشاعرِ المقدَّسةِ، وقدْ أنهكهُم التَّعبُ والجهدُ والحرُّ الشديدُ، وصور أُخْرَى تحكِي ضروبًا مِن البذلِ والعطاءِ والتميُّز في الأداءِ من قِبلِ شبابِنَا وفتياتِنَا المتطوَّعِينَ والمتطوِّعاتِ، وتلكَ الفرقِ الطبيَّةِ، والكوادرِ البشريَّةِ، والخدماتِ الصحيَّةِ، والأطباءِ المتخصَّصِينَ، وأرقامِ الخدماتِ الطبيَّةِ بمَا يفوقُ الخيالَ نعيشهُ واقعًا، إنَّها جودةُ الحياةِ الحقيقيَّةِ فِي المشاعرِ المقدَّسةِ (وزاراتٌ، وهيئاتٌ، وقطاعاتٌ متنوِّعةٌ، حكوميَّة وخاصَّة، وتطوعيَّة) كلُّهَا جُنِّدتْ مِن أجلِ هذَا الموسمِ الروحانيِّ.
وتبقَى مؤسَّسةُ الملكِ سلمانَ لخدماتِ الإغاثةِ الإنسانيَّةِ حكايةً مختلفةً، تروِي لنَا عظمةَ هذهِ القيادةِ التِي تلبِّي احتياجاتِ ومتطلَّباتِ المعوزِينَ والذِينَ انقطعتْ بهم السُّبل، وعجزُوا عَن علاجِ أبنائِهم وبناتِهم لتكونَ السعوديَّةُ بقيادتِها وكوادرِها وإمكاناتِها الملاذَ الآمنَ، والحضنَ الدافئَ، واليدَ الرحيمةَ.
كمْ تعترينِي مشاعرُ الفخرِ والاعتزازِ والسعادةِ الحقيقيَّةِ؛ لأنَّني ابنةُ هذَا الوطنِ السعوديَّة التي تجسِّد معانيَ الإنسانيَّةِ في أجملِ صورةٍ يمكنُ أنْ تتحقَّقَ علَى يدِ البشرِ، فاللَّهُمَّ زِدْ هذَا الوطنَ عزًّا وكرامةً وعلوَّ شأنٍ، وأَدمْ علينَا نعمةَ الأمنِ والأمانِ فِي ظلِّ قيادةٍ رشيدةٍ حكيمةٍ، تسعَى دومًا لتطويرِ كلِّ الخدماتِ مِن أجلِ قدسيَّة المكانِ والزَّمانِ، ولتكونَ بلادنَا مضربَ الأمثالِ في جودةِ الخدماتِ لأكبرِ حشودٍ بشريَّةٍ علَى صعيدٍ واحدٍ.
وكلُّ عامٍ ووطنِي وقيادتهُ وشعبهُ ومقدساتهُ بكلِّ خيرٍ، ودامتْ لنَا أيَّامَ السَّعدِ والأعيادِ.