Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

اطلق الآهة.. واطمئن!

A A
بدايةً مَن يسمعُنَا حينَ نصرخُ بداخلِنَا: آهٍ؟

فقطْ هُو الوحيدُ سبحانَهُ وتَعالَى، الذِي يسمعُ نداءَنَا، صرخاتنَا مختلطةٌ بدموعِنَا خصوصًا إنْ شعرَنَا أنَّنَا مظلومُونَ، وكمَا قالَ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- فِي حديثٍ قدسيٍّ: (لَأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعدَ حِينٍ)، وأغلبُنَا كبشرٍ معتقدُونَ أنَّ ظلمًا مَا وقعَ علينَا مِن بعضِ النَّاسِ، لكنْ فِي الواقعِ لسنَا مظلومِينَ، وربَّمَا نتعدَّى بالدُّعاءِ جورًا علَى مَن ظلمَنَا، ومعَ ذلكَ يسمعُنَا خالقُنَا.. فالدُّعاءُ هُو مُخُّ العِبَادَةِ، الدُّعاءُ لهُ شروطُهُ وأصولُهُ، ولعلَّي هُنَا أذكرُ مِن أهمِّهَا علَى الإطلاقِ:

ألَّا نجورَ خصومةً فِي دعائِنَا، فقطْ نستطيعُ أنْ نقولَ إذَا وقعَ علينَا بعضٌ مِن المعاناةِ لنَا فِي حياتِنَا كحزنٍ، أو هَمٍّ، أو مصيبةٍ: «إِنَّا لِلهِ وَإِنَّا إِلَيهِ رَاجِعُونَ» فقطْ. ونتحلَّى بالصَّبرِ، فالصَّبرُ كمَا قِيل هُو مُفتاحُ الفَرجِ، مقرونًا بالدُّعاءِ، وكذلكَ قولُ الإنسانِ سِرًّا وعلانيةً لنفسِهِ، أو لمَنْ حولِهِ: «حَسْبِيَ اللهُ وَنِعمَ الوَكيلُ».. إذًا نحنُ مطلوبٌ منَّا جميعًا أنْ نجمعَ مَا بينَ «إِنَّا لِلهِ وَإِنَّا إِلَيهِ رَاجِعُونَ»، و»حَسْبنَا اللهُ وَنِعمَ الوَكيلُ» وهكذا..

نأتِي الآنَ لشروطِ الدُّعاءِ، وهُو رفعُ اليدينِ لقصدِ الإجابةِ مِن الباريِ سبحانَهُ، فلقبولِ الدُّعاءِ ثلاثةُ شروطٍ أساسيَّةٍ:

الأَوَّلُ: دُعاءُ اللهِ وحدَهُ لَا شريكَ لهُ بأسمائِهِ الحُسنَى وصفاتِهِ العُلَى بصدقٍ وإخلاصٍ.

الثَّاني: ألَّا يدعُو المرءُ بإثمٍ، أو قطيعةِ رحمٍ. الثَّالثُ: أنْ يدعُوَ بقلبٍ حاضرٍ، موقنٍ بالإجابةِ.

كيفَ ندعُو اللهَ؟ ومتَى؟

الأَوَّلُ: افتتاحُ الدُّعاءِ بحمدِ اللهِ والثَّناءِ عليهِ، والصَّلاةِ والسَّلامِ علَى رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- وختمهِ بذلكَ.

الثَّانِي: رفعُ اليَدَينِ.

الثَّالثُ: عدمُ التَّردُّدِ، بلْ ينبغِي للدَّاعِيَ أنْ يعزمَ علَى اللهِ، ويلحَّ عليهِ.

الرَّابعُ: تحرِّي أوقاتِ الإجابةِ كالثُّلثِ الأخيرِ مِن اللَّيلِ، وبينَ الأذانِ والإقامةِ، وعندَ الإفطارِ مِن الصِّيامِ، وغيرِ ذلكَ.

فلنُطلق صرخَاتِنا بآهٍ وألفِ ألفِ آهٍ، نُخرج مَا بذاوتِنَا لأنفسِنَا، أو مَن يحيطُ بنَا، نُسْمِع أو نَسْمَع ما خلفَ ضلوعِنَا، فكلَّمَا كتمتَ مَا تحسُّهُ أصابَكَ الضَّررُ كآبة وتصيبُ مَن حولَكَ يأسًا بمعرفةِ مَا بكَ، هكذَا حزينًا مهمومًا مكتِّمًا.. فلماذَا نبخلُ علَى أنفسِنَا بالتَّأوُّهِ ونقسوُ علَى مَن حولَنَا؟!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store
كاميرا المدينة