Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الحج بالتهريب والتحايل

A A
في كلِّ عامٍ يحاولُ البعضُ التَّسلل إلى مكَّة المكرَّمة، من أجلِ أنْ يحجُّوا بلا تصريحٍ، وقد يعرِّضُون أنفسهم لعقوبةِ الحجِّ بلا تصريحٍ، فيحاولونَ بعدَّة طرقٍ تجاوز نقاطِ التفتيشِ للدخولِ إلى مكَّة المكرَّمة، ومنها إلى المشاعرِ المقدَّسة، فالبعضُ يتسلَّقُون الجبال الشاهقة، ويلقُون بأنفسهم إلى التَّهلكةِ، وقد يترجَّلون كيلومتراتٍ طويلةً على أقدامهِم، ويتكبَّدونَ العناءَ والمشاقَّ، كلُّ ذلكَ من أجلِ أنْ يحجُّوا بطريقةٍ غيرِ نظاميَّةٍ، ويكونُوا بلا مأوَى في عرفةَ ومِنى، فلا يمكنُهم أداءَ عبادةِ فريضةِ الحجِّ بكلِّ راحةٍ وخشوعٍ واطمئنانٍ وأمانٍ، فيسكنُون في الطرقاتِ تحتَ أشعةِ الشمسِ الحارقةِ، وقد يتعرَّضُون لضرباتِ الشَّمس، ويعرقلُونَ الحركةَ المروريَّةَ وحركةَ المشاةِ، ويزاحمُون الحجَّاجَ فيفترشُونَ الطرقاتِ؛ ممَّا يؤدِّي إلى تعرُّضهم وتعرُّض الحجَّاجِ إلى الاختناقاتِ، والإصاباتِ، والوفياتِ، وقد يؤدِّي ذلك إلى الإخلالِ بتنظيمِ وبأمنِ الحجِّ، كلُّ ذلكَ وأكثر قد يحصلُ، رغمَ أنَّ اللهَ قد أسقطَ الحجَّ عَن كلِّ مَن لَا يستطيعُ إليهِ سبيلًا، يقولُ تعالَى: (وَلِلهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا).

وإنَّ عدمَ القدرةِ علَى استخراجِ تصريحِ الحجِّ لأيِّ سببٍ من الأسبابِ، يُعتبر من العقباتِ أو الإجراءاتِ النظاميَّةِ والتنظيميَّةِ التي لم يستطعْ الشخصُ الحصولَ عليها؛ ليتمكَّن من الحجِّ، وبذلكَ ينطبقُ عليهِ قولهِ تعالَى: (مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا).

عبدالرحمن حسن جان

مستشار اجتماعي

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store
كاميرا المدينة