منذُ سنواتٍ، وهيئةُ الترفيهِ تحقِّقُ إنجازاتٍ كبيرةً في مجالِ الترفيهِ لأبناءِ الوطنِ والمقيمِينَ فيهِ، ولمْ تقتصرْ برامجُ الترفيهِ علَى منطقةٍ معينةٍ، أو مدينةٍ محدَّدةٍ، وتختلفُ البرامجُ، ولكنَّ هدفَهَا واحدٌ، وهو توفيرُ وسائلِ الترفيهِ لجميعِ فئاتِ المجتمعِ، وعلَى وجهِ الخصوصِ الأطفال والشَّباب.
إنجازٌ تُشكرُ عليهِ هيئةُ الترفيهِ، وفي ظلِّ التطوُّرِ الاجتماعيِّ والاقتصاديِّ الذِي تشهدهُ المملكةُ، أصبحَ من الضروريِّ الاهتمامُ بالتنميةِ الشاملةِ للأطفالِ والشَّبابِ، وتزويدهُم بالمهاراتِ اللازمةِ لمواجهةِ تحدِّياتِ المستقبلِ، ولو جازَ لي الاقتراحُ، لاقترحتُ أنْ تخططَ هيئةُ الترفيهِ لربطِ التعلُّمِ بالترفيهِ، بتبنِّي إنشاء (Summer camps)، وهِي عبارةٌ عَن نوادٍ طلابيَّةٌ صيفيَّةٌ تجمعُ بينَ الترفيهِ والتعلُّمِ، وليسَ تعليمًا أكاديميًّا، وإنَّمَا تعلُّمُ لغاتٍ أو مهاراتٍ عن طريقِ عقدِ ورشِ عملٍ وبرامجَ تدريبيةٍ فِي المهاراتِ الحياتيَّةِ والإبداعيَّةِ، والتركيزِ علَى الأنشطةِ الرياضيَّةِ والترفيهيَّةِ، والرحلاتِ الثقافيَّةِ الجماعيَّةِ، والزِّياراتِ الميدانيَّةِ للمعالمِ التاريخيَّةِ والسياحيَّةِ، والتركيزِ علَى دمجِ ثقافاتِ المجتمعِ وتعزيزِ التواصلِ الاجتماعيِّ، والتفاعلِ بينَ الأطفالِ والشبابِ من مختلفِ أنحاءِ المملكةِ، والذِي سيُوفِّرُ بيئةً داعمةً وممتعةً لقضاءِ أوقاتِ الفراغِ بشكلٍ إيجابيٍّ.
إنَّ فكرةَ النوادِي الطلابيَّةِ موجودةٌ منذُ أكثرِ من مئةٍ وخمسِينَ عامًا فِي أوروبَا وأمريكَا، ومن أشهرِهَا وأجودِهَا وأغلاهَا موجودةٌ فِي سويسرا، ويتسابقُ ويتنافسُ أولياءُ أمورِ الطلبةِ من جميعِ أنحاءِ العالمِ للتسجيلِ فيهَا، وتصلُ قائمةُ الانتظارِ لبعضِهَا إلى سنواتٍ، وهِي نوادٍ صيفيَّةٌ وشتويَّةٌ، وبعضهَا متخصصٌ فقطْ لاستقبالِ الطلبةِ صيفًا لمدَّةِ ستة أسابيعَ، وشتاءً لمدَّة أسبوعَين، وتقفلُ أبوابهَا طولَ العامِ؛ تجهيزًا للصَّيفِ والشِّتاءِ، ومعظمُ طلبتهَا من الأجانبِ، ولأبناءِ دولِ الخليجِ، وعلَى وجهِ الخصوصِ للسعوديَّةِ حصَّةٌ لا بأسَ بهَا.
واقتراحي أن تتبنى هيئة الترفيه، استقطاب بعض النوادي الصيفية العالمية؛ لإدارة وتشغيل نوادٍ صيفية متخصصة، تبنى في بعض مناطق المملكة السياحية، مثل أبها والباحة والهدا أو الشفا، أو في إحدى جزر البحر الأحمر، على أن يتولى صندوق الاستثمارات العامة بناء الأندية الصيفية، واستثمارها على المدى الطويل من قبَل مشغلين متخصصين، والذي يتطلب تعاوناً وثيقاً بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص.
إنَّ فترةَ الإجازةِ الصيفيَّةِ للطلبةِ في جميعِ المراحلِ غيرُ مستغلَّةٍ جيدًا، يستمتعُ بهَا بعضُ الطبقاتِ خارجَ المملكةِ، وتبقَى عبئًا غيرَ مستغلٍّ للبعضِ الآخرِ، رغمَ سماحِ وزارةِ التعليمِ للمدارسِ باستغلالِ المدارسِ في الإجازاتِ، وفي غيرِ أوقاتِ الدراسةِ النظاميَّةِ بالأنشطةِ اللاصفيَّةِ.