Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

المملكة وضيوف الرَّحمن.. مســـــــــــــــــيرة عطاء وحب لا تعرف التوقُّف

المملكة وضيوف الرَّحمن.. مســـــــــــــــــيرة عطاء وحب لا تعرف التوقُّف

الملك المؤسس يتصدَّى للعابثين بأمن الحجِّ

A A
3 ملايين حاج الرقم الأعلى الذى سجله تاريخ الحج منذ نحو 5 آلاف عام حيث سجل في عام 1433 - 2012 قرابة 3.2 مليون حاج وهو رقم تاريخي يسجل لأول مرة . وشهد الحج على مدار التاريخ تذبذباً واضحاً في الأرقام وعدد الحجاج الواصلين لمكة المكرمة لأداء فريضة الحج منذ أذن النبي إبراهيم في الناس . ويُعد الرقم الذي تحقق في عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بعد تأمين مكة المكرمة وطرق الحج هو 250 ألف حاج في آخر حجة أشرف عليها الملك عبدالعزيز في الطائف عام 1372 حيث توفي بعدها بثلاثة أشهر وقفزت أعداد الحجاج للمليون لأول مرة في تاريخ الحج مع بداية الإحصاء للحج في عام 1390 قبل نحو أكثر من 55 عاماً وبحسب هيئة الإحصاء فإن المليون الثاني سجل في الحج في عام 1399 بعد تسع سنوات من تحقيق المليون الأول في العدد ليبدأ العدد في التذبذب بين المليونين ومليون ونصف.

3 ملايين حاج

اتخدت وزارة الحج الاجراءات والضوابط للحد من مغالاة بعض شركات حجاج الداخل في الاسعار وتم تحويل الاجراءات الورقية التي تتم مع ادارة حجاج الداخل الى عمل الكتروني يتم بالسرعة المطلوبة كما تم دعم وتطوير قطاع الشركات لحجاج الداخل بما يضمن لهم تقديم خدمات وقد نالت منظومة البرامج والانظمة الالكترونية التي نفذتها الوزارة خلال السنوات الماضية تقدير المحكمين الدوليين

تطور خدمات الحج بالمسار الالكتروني إبعاد الحجِّ عن الشعارات الحزبيَّة والمذهبيَّة

منظومة مشروعات وتوسعات عملاقة للتيسير على الحجيج

أعداد الحجَّاج تجاوزت 3 ملايين للمرة الأولى

تقدير عالمي لتجربة المملكة في إدارة الحشود بمسيرة عطاء حافلة على مدى 100 عام، أرست المملكة أُسسًا تُدرَّس حاليًّا في الجامعات والمعاهد، لاسيَّما على صعيد التأمين وإدارة الحشود المليونيَّة في الحجِّ، وذلك عبر منظومة واسعة من المشروعات والتقنيات الحديثة.

وأولت حكومات المملكة المتعاقبة عناية كبيرة بخدمة حجَّاج بيت الله الحرام والمعتمرين والزوَّار والمواطنين في مكَّة المكرَّمة والمدينة المنوَّرة، ومنذ العهد السعودي الميمون حمل الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه- الأمانة سائرًا على المنهج الإسلامي الصافي، ومطبقًا تعاليم العقيدة، وحاكمًا بالشريعة، فبذل الغالي والنفيس من أجل توفير الأمن والأمان في الجزيرة العربية، وتأمين قوافل الحجَّاج لأداء فريضتهم في يُسر وسهولة، حتى يعودوا إلى ديارهم سالمين، بعد أنْ كانت رحلة الحجِّ قبل هذا العهد الزاهر تكتنفها المصاعب، وتحفها المخاطر. وسار على هذا النهج أبناؤه من بعده، وقد هيَّأوا للمسلمين سبل الراحة أثناء أدائهم للحجِّ والعُمرة والزِّيارة. وظلَّ هذا الاهتمام بضيوف الرَّحمن وزوَّار الحرمين الشريفين مستمرًا. وشهدت خدمات الحجِّ تطورات جمَّة من توسعات ضخمة لعمارة المسجد الحرام والمسجد النبوي، والعناية بالمشاعر المقدَّسة، حيث شقَّت أنفاقًا عملاقةً وأنشأت جسورًا في مكَّة المكرَّمة والمدينة المنوَّرة؛ ممَّا أتاح لكلِّ حاجٍّ ومعتمرٍ وزائرٍ ومواطنٍ ومقيمٍ الوصول إلى الحرمين الشريفين، وأداء الصلوات الخمس فيها، دون عناء أو مشقة أو تعب. كما ربطت المشاعر بشبكة واسعة من الطرق السريعة، جعلت حركة الحجيج بين المشاعر تسير بشكل ميسَّر، إضافة إلى ما تشهده المشاعر المقدَّسة من تسهيل للجبال الصلدة، وتوفيرالمياه، وتوسيع لدائرة الاتِّصالات لتمكين الحجَّاج من الاتِّصال بذويهم، وتوفير أقصى درجات الرعاية الصحيَّة لحجَّاج بيت الله الحرام في مختلف مناطق الحجِّ .

نجاح المؤسس في التنظيم

ومثِّل نجاح مواسم الحجِّ امتدادًا لقصَّة النجاح السعودية في تنظيم الحجِّ منذ عام 1924م على أيدى الملك عبدالعزيز - طيَّب اللهُ ثراهُ- حيث بدأت قصَّة أوَّل حجٍّ بعد أسابيع من دخول الملك المؤسس مكَّة المكرَّمة في جمادى الأولى 1343هـ - ديسمبر 1924م وبلغ عدد الحجَّاج ذلك العام 78593 حاجًّا منهم 3593 حاجًّا من الخارج و75000 حاجٍّ من الداخل وتناقل العالم أنباء موسم الحجِّ ذلك العام وتفاجأ المسلمون في أصقاع الدنيا بنجاح موسم الحجِّ وعدم حصول ما يعكِّر صفو الحجَّاج وأصدر الملك عبدالعزيز نداءً عامًّا إلى المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها أعلن فيه ترحيبه بحجَّاج بيت الله الحرام من الأقطار كافَّة مؤكِّدًا تكفُّله براحتهم وتوفيرالأمن لهم وحفظ حقوقهم وتسهيل وصولهم إلى مكَّة من موانئ رابغ والقنفذة والليث . وجاء ذلك بعد أنْ أدرك الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراة - حجم التحدِّيات التي كان يواجهها الحجَّاج في السابق والتى تتمثَّل في الفوضى في الإدارة وانعدام سلطة القانون ونهب الحجَّاج إضافة إلى عدم توفُّر الخدمات الكافية سواء أكانت صحيَّة أم بلديَّة أم غذائيَّة أم خدمات النقل والمواصلات حتَّى الخدمات الإداريَّة. ومن هنا كانت رؤية الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراة - ترتكزعلى سرعة توفير الخدمات كافَّة للحجَّاج وقبل ذلك فرض الأمن وإرساء قواعد العدل على أسس مستمدة من الشريعة الإسلامية. و استشعرالملك المؤسِّس تلك المسؤولية العظيمة رغم قلَّة الإمكانات والموارد وعدم استقرارالأوضاع بسبب ظروف الحرب وحصار جدَّة ومقاطعة بعض الدول لموسم الحجِّ . ونجح الملك عبدالعزيز في تنظيم أوَّل موسم للحجِّ تحت حكمه وذلك لم يكن ليتأتي لولا توفيق الله عز وجل ثمَّ الرؤية الواضحة والخطط المحكمة في تحقيق الأمن وإقامة العدل وتحسين الخدمات.

ومع إعلانه للعالم عن استتباب الأمن في الحجاز بعد أسابيع من دخوله مكَّة كان الملك المؤسِّس قد بدأ في اتِّخاذ خطوات سريعة لضبط الأمن فأعلن أنَّه سوف يُنزل أشدَّ العقاب على كلِّ مَن تُسوِّل له نفسُهُ العبثَ بالأمن وركَّز على أمن الحجِّ والحجيج وأرسل السَّرايا لتعقُّب المجرمِين الذين يعتدُون على الحجَّاجِ والقضاء عليهم وأكَّد على رؤساء القبائل بعدم التعرُّض لقوافل الحجَّاج وعدَّ رئيس القبيلة مسؤولًا عن الجرائم التي تقع في حدود قبيلته وتعهَّد بالاستمرار في تتبُّع المجرمِين وقطَّاع الطُّرق وإنزال أشدِّ العقوبات بهم وهذا ما كان فارتدع المجرمون. تنظيم مبكر للشؤون الصحية

ومنذ الأيام الأولى لوصوله مكَّة كلَّف الملكُ عبدالعزيز طبيبَهُ الخاص الدكتور محمود حمدي حمودة بإدارة الصحَّة العامَّة وبدأ بتنظيم الأمور الصحيَّة ونشر مقالات توعويَّة في الأعداد الأوَّلى من جريدة «أُمِّ القُرَى» وتمَّ تجهيز عدد من المستشفيات والمراكز الصحيَّة للعمل في موسم الحجّ كما تمَّ مراقبة بيع المأكولات والمشروبات وأفران الخبز للحرص على النظافة وصدر تقريرٌ صحيٌّ بعد موسم الحجِّ أكد خلوَّ الحجِّ من الأمراض الوبائيَّة وانخفاض نسبة الوفيات عن المواسم السابقة وتضمَّن التقرير عددًا من التوصيات وكان من بين أهداف الملك عبدالعزيز التي أعلن عنها أنَّ الشريعة الإسلامية هي مرجع الأحكام وأنَّه حريص على وحدة كلمة المسلمين ومن هنا كان حرصه على اختيار أوَّل خطيب لمنبرعرفة في عهده وكان الشيخ محمد بن عبداللطيف آل الشيخ وأصبح ذلك تقليدًا بأنْ يتمَّ تعيين خطيب عرفة من قِبل الملك وممَّا يُحمد للدولة السعوديَّة أنَّهم أبعدوا الحجَّ عن النزاعات المذهبيَّة والخلافات العقديَّة والصراعات السياسيَّة وفرضوا الأمن الشامل ليتمكَّن الحاجُّ من أداء نُسكِه بيُسرٍ وطمأنينةٍ

نصب الخيام والسرادقات لاستيعاب الحجاج

وبسبب زيادة عدد الحجاج ازدحم المسجد الحرام بالمصلين مما أدى إلى عدم استيعاب الأروقة تلك الأعداد الكبيرة خصوصاً في أوقات النهار، فأمر الملك عبد العزيز بنصب الخيام والسرادقات والصواوين في حصاوي المسجد الحرام التي تلي المطاف ليستظل بها المصلون وحجاج بيت الله الحرام فاستوعبت أكثر من عشرة آلاف حاج وكانت حلولاً مؤقتة لضيق الوقت ودخول موسم الحج كما أمر برصف المسعى وكان شارعاً خارج المسجد الحرام وتم رصفه ولأول مرة في تاريخه بالحجر الصوان المربع وتؤكد المصادر أنه كان أول شارع يرصف في مكة على الإطلاق كما شكّل إدارة خاصة بمسمى مجلس إدارة الحرم للقيام بإدارة شؤون المسجد الحرام والإشراف على خدماته.

هيئة فنية وهندسية لتصاميم الحرم

وانشات هذة الهيئة لما رأه الملك عبد العزيز – طيب الله ثراة - من تزايد أعداد الحجاج عاماً بعد آخر بسبب استتباب الأمن وتطور وسائل النقل مما سهل السفرفضلا عن استقلال بعض الدول الإسلامية . و كل هذه الأسباب وغيرها أسهمت في مضاعفة عدد الحجاج القادمين من الخارج أربعة أضعاف في غضون عشرين عاماً واستمرت في الازدياد حيث بلغت في عام 1370هـ – 1951م نحو 100 ألف حاج ووصلت إلى أكثر من 200 ألف حاج في عام 1374هـ – 1955م هذا عدا حجاج الداخل.

الحج لم يتوقف في العهد السعودي

وتجاوز عدد الحجاج الذين خدمتهم المملكة خلال 54 سنة الماضية أكثر من 100 مليون حاج ولم يتوقف أداء هذا الركن العظيم إطلاقاً في العهد السعودي حتى أثناء جائحة كورونا . وكان عام 1441هـ أقل السنوات في أعداد الحج حيث اقتصر على 10 آلاف حاج نتيجة انتشار جائحة كورونا في العالم وسط إجراءات احترازية كبيرة وفي العام الذي يليه وصل العدد إلى 60 ألفاً مع الاحترازات وفي عام 1443 وصل العدد الى ما يقارب من 900 ألف حاج وفي عام 1444هـ وصل إلى مليون و800 ألف .

وتوقف الحج 40 مرة في الزمن القديم نقلًا عن علماء التاريخ الإسلامي لأسباب متنوعة منها انتشار الأمراض والأوبئة‏ والاضطرابات السياسية‏ وعدم الاستقرار الأمني و الغلاء الشديد والاضطراب الاقتصادي ‏إلى جانب‏ فساد الطرق‏ من قبل اللصوص والقُطّاع . وكانت المرة الأولى لتعطيل فريضة الحج بسبب «القرامطة» الذين كانوا يعتقدون أن شعائر الحج من الجاهلية ومن قبيل عبادة الأصنام . كما توقّف سنة 357هـ، بسبب انتشار ما يُسمّى بـ »داء الماشري» في مكة المكرمة وبسببه مات الحجاج وماتت جمالهم في الطريق من العطش ولم يصل منهم إلى مكة سِوى القليل , كما تعطّل في سنة 390هـ بسبب شّدة الغلاء كما لم يحج أحداً من أهل المشرق ولا من أهل مصر في سنة 419هـ وفي سنة 492هـ لم يحج أحد بسبب ما حلَّ بالمسلمين من ارتباك وفقدان للأمن في أنحاء دولتهم الكبيرة بسبب النزاع المستشري بينهم وقبل سقوط القدس في يد الصليبيين بخمس سنوات فقط. كما لم يحج المصريون سنة 563هـ بسبب انشغالهم بحرب أسد الدين وبعد ذلك لم يحج أحدًا من سائر الأقطار ما عدا الحجاز من سنة 654هـ ولمدة أربع سنوات وأما سنة 1213هـ توقفت رحلات الحج في أثناء الحملة الفرنسية لعدم أمان الطريق.

مشروعات عملاقة لراحة الحجاج

يعد جسر الجمرات من أبرز المشروعات في مشعر مِنى وتبلغ طاقته الاستيعابية 300 ألف حاج في الساعة وبطول 950 متراً وعرض 80 متراً وصُمم على أن تكون أساساته قادرة على تحمل 12 طابقاً، وخمسة ملايين حاج في المستقبل إذا دعت الحاجة لذلك، ويتكون من 5 طوابق تتوفر بها جميع الخدمات المساندة لراحة ضيوف الرحمن بما في ذلك نفق أرضي لنقل الحجاج بحيث يفصل حركة المركبات عن المشاة، ويبلغ ارتفاع الدور الواحد 12 متراً وزوُّدت منطقة الجمرات بالمظلات العلوية ومراوح التكييف المصاحب للرذاذ لتقليل درجة الحرارة، وعدد من السلالم المتحركة،

وكان جسر الجمرات قد شهد منذ إنشائه عام 1974 عدداً من الأعمال التطويرية بتوسعته بعرض 40 متراً وبمطلعين من الجهة الشرقية والغربية ومنحدرين بجوار جمرة العقبة من الدور العلوي من الجهة الشمالية والجنوبية وذلك لنزول الحجاج وتواصل الاهتمام بتطوير الجسر ليشهد في عام 1978 تنفيذ منحدرات من الخرسانة المسلحة إلى المستوى الثاني من الجمرات على جانبي الجسر مقابل الجمرة الصغرى , وفي العام 1982 شهد الجسر توسعة بزيادة عرضه إلى 20 متراً وبطول 120 متراً من الجهة الشمالية الموالية للجمرة الصغرى إضافةً إلى توسعة أخرى عام 1987 بزيادة عرضه إلى 80 متراً وبطول 520 متراً وتوسيع منحدر الصعود إلى 40 متراً بطول 300 متر وإنشاء خمسة أبراج للخدمات على جانبي الجسر ودخل جسر الجمرات مرحلة جديدة من التنظيم والتطوير، إذ أُجريت في عام 1995 عملية تعديل على مراحل مختلفة وبشكل جمع بين منظر الجسر وتمثيل حركة الحجاج عليه، أعقبتها تعديلات مماثلة عام 2005 شملت بنية الجسر وتعديل شكل الأحواض من الشكل الدائري إلى البيضاوي وتعديل الشواخص، وإنشاء مخارج طوارئ جديدة عند جمرة العقبة.

قطار المشاعر

يعد قطار المشاعر المقدسة أحد أبرز المشاريع التي نفذتها المملكة خلال السنوات الـ 15 الماضية لخدمة حجاج بيت الله الحرام ودخل قطار المشاعر المقدسة الخدمة في نوفمبر من العام ٢٠١٠ ويعمل قطار المشاعر المقدسة على خط حديدي يبلغ طوله ١٨ كيلومتراً ينطلق من منطقة تخزين القطارات ليعبر تسع محطات ثلاث في مشعر عرفات وثلاث في مشعر مزدلفة وثلاث في مشعر منى وتبلغ سرعة القطار ٨٠ كيلو متراً في الساعة ويستطيع قطع المسافة بين منى وعرفات خلال قرابة عشرين دقيقة ويتكون اسطول قطار المشاعر المقدسة من ١٧ قطاراً تبلغ الطاقة الاستيعابية للقطار الواحد ثلاثة الآف راكب في حين أن سعة القطار المقعدية تبلغ ٢٠٪ من مجموع ركابه لتبلغ بذلك طاقة قطار المشاعر المقدسة الاستيعابية ٧٢ ألف راكب في الساعة الواحدة ويسهم في نقل ما يزيد على ٣٥٠ ألف حاج في حركته لنقل الحجاج بين مختلف المشاعر المقدسة. ويسهم قطار المشاعر المقدسة في نقل مئات الآلاف من الحجاج في كل حركة من حركاته المختلفة بين المشاعر فبالإضافة إلى وصول هذا العدد الكبير من الحجاج بيسر وسهولة لأداء مختلف المناسك في وقت قصير مقارنة بوسائل النقل الأخرى فإن وجود القطار يسهم في ازاحة ما يقارب الخمسين ألف حافلة ركاب من الطرق أثناء موسم الحج وهو ما يخفض من الازدحامات المرورية ولقطار المشاعر المقدسة اسلوب تشغيلي خاص به لا يتواجد في أي قطار آخر في العالم حيث يعمل بالنظام الترددي (المترو) فيتم تنظيم حركة القطار وفقاً للاحتياج اليومي في موسم الحج وبحسب النسك المفروضة لكل يوم فيتم من خلال مركز التشغيل والتحكم بالمقر الرئيسي لإدارة القطار تحديد مواقع مرور وتوقف القطار وذلك من خلال خمس حركات مختلفة تبدأ من اليوم السابع من ذو الحجة وحتى نهاية أيام التشريق

نجاح حجِّ عام 1445هـ

ويأتي نجاح موسم حجِّ هذا العام ليثبت للعالم ما يوليه خادمُ الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان من عناية ورعاية لتقديم أفضل الخدمات وتسخير كافَّة الموارد واستنفار كافَّة الأجهزة والمؤسَّسات واستخدام أفضل التقنيات لإدارة الحجِّ وهنا يجب أنْ نستذكر أنَّ البناء المؤسَّسي للهياكل الإداريَّة للدولة بدأ متزامنًا مع أوَّل حجٍّ في عهد الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراة - وكأنَّما تزامن البناء التنظيمي للدولة مع البناء التنظيمي للحجِّ وهذه مفارقة تاريخيَّة ليس لها مثيل واستفادت المملكة من الذَّكاء الاصطناعيِّ خاصَّةً عبر منظومة «إدارة الحشود» حيث يتمُّ تحليل بيانات الحشود عبر الذَّكاء الاصطناعيِّ لتوجيه حركة الحجَّاج ومنع التكدُّس في نقاط معيَّنة ما يسهم في تقليل المخاطر وعبر استخدام البيانات التَّاريخيَّة والنماذج التنبؤيَّة والإرشاديَّة يمكن توقُّع أوقات وأماكن الازدحام واتِّخاذ إجراءات استباقيَّة لمنع المشكلات المروريَّة والزَّحام.

ومن أبرز أوجه التطوير التي أدخلتها المملكة في مواسم الحجِّ بطاقة الشَّعائر الذكيَّة (نُسك) والتي أطلقتها السلطات السعوديَّة لتمييز الحجَّاج المنتظمِين الحاصلين على تأشيرة الحجِّ حيث تُعدُّ المستند التَّعريفي للحاجِّ والإثبات الرسمي الوحيد المعتمد للحاجِّ النظاميِّ في منطقة المشاعر المقدَّسة ويتم عبرها الحصول على كافَّة المعلومات الشخصيَّة والصحيَّة للحاجِّ وبيانات السكن بجانب معلومات التَّواصل مع مسؤول بعثته والشركة المختصة بتقديم الخدمات له كما استحدثت العديد من التطبيقات الذكيَّة لتوفير معلومات حول مناسك الحجِّ وخرائط المشاعر المقدَّسة مترجمة بعدد من اللغات مع إتاحة التسجيل للتطوُّع في خدمة الحجَّاج إلكترونيًّ ممَّا ساهم في زيادة أعداد المتطوِّعين وتنظيم مهامهم بشكل أفضل فضلًا عن حجز زيارة الرَّوضة الشَّريفة إلكترونيًّا لضمان توزيع الفرصة على جميع الحجَّاج بشكل عادل ومنظَّم لزيارتها.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store