Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد الظفيري

ترند مرحلي.. وخسارة دائمة

A A
في عالمِ اليومِ، باتتِ الشهرةُ والترندُ هدفًا لكثيرٍ من الأشخاصِ، حتَّى لو كانَ ذلكَ علَى حسابِ المنطقِ والعقلانيَّةِ، ويشهدُ الإعلامُ العربيُّ حالاتٍ عديدةً لأفرادٍ يكتبُونَ مقالاتٍ، أو يظهرُونَ في لقاءاتٍ تلفزيونيَّةٍ، ويُطلقُونَ تصريحاتٍ غيرَ منطقيَّةٍ، سعيًا منهُم لتحقيقِ الترندِ؛ هذهِ الظاهرةُ تحملُ أضرارًا جمَّةً علَى المجتمعِ، وعلَى مستوَى الثقةِ ببعضِ وسائلِ الإعلامِ عبرَ إبرازِ هذهِ الشخصيَّاتِ.

فِي أحدِ اللقاءاتِ؛ يُهاجمُ أحدُهم الخليفةَ الأمويَّ عمرَ بن عبدالعزيز، واصفًا إيَّاه بالضَّعيفِ، وغيرِ القويِّ، متجاهلًا الإنجازاتِ الكبيرةَ التِي حقَّقهَا فِي فترةِ حُكمهِ القصيرةِ، مثل إصلاحاتهِ الاقتصاديَّةِ والاجتماعيَّةِ والسياسيَّةِ التِي أشادَ بهَا المؤرِّخُونَ عبرَ العصورِ.

هذَا النوعُ مِن الانتقادِ الذِي يفتقرُ إلى الأُسسِ التاريخيَّةِ الصلبةِ؛ يهدفُ فقطْ إلى إثارةِ الجدلِ وتحقيقِ الشهرةِ علَى حسابِ تشويهِ الشخصيَّاتِ التاريخيَّةِ الهامَّةِ.

ومن الأضرارِ الناجمةِ عَن هذهِ الظاهرةِ؛ تشويهُ الوعيِ العامِّ، فعندمَا يتمُّ تقديمُ معلوماتٍ غيرِ دقيقةٍ أو مزيَّفةٍ، يؤدِّي ذلكَ إلى تضليلِ الجمهورِ وتشويهِ وعيهِم، وفهمِهم للحقائقِ التاريخيَّةِ والاجتماعيَّةِ؛ بالإضافةِ لفقدانِ الثقةِ بالمصادرِ الإعلاميَّةِ؛ فنشرُ المقالاتِ المثيرةِ للجدلِ بدونِ أسسٍ قويةٍ؛ يؤدِّي إلى توجُّهِ النَّاسِ نحوَ الشَّائعاتِ والمعلوماتِ غيرِ الموثوقةِ.

أخيرًا..

يجبُ علَى الكُتَّابِ والمذيعِينَ أنْ يتحلُّوا بالمسؤوليَّةِ والأمانةِ فِي نقلِ الأخبارِ، وتقديمِ التحليلاتِ، وألَّا يسعُوا وراءَ الشهرةِ والترندِ علَى حسابِ الحقيقةِ والمنطقِ؛ فالإعلامُ لهُ دورٌ هامٌّ في تثقيفِ وتنويرِ المجتمعِ، وعليهِ أنْ يكونَ قائمًا على الحقائقِ والمعلوماتِ الدقيقةِ بدلًا من الإثارةِ الفارغةِ؛ وعلَى الجمهورِ أيضًا أنْ يكونَ واعيًا ومتحققًا من المصادرِ التِي يعتمدُ عليهَا، وألَّا ينجرَّ وراءَ العناوين المثيرةِ دونَ تدقيقٍ.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store