Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

«يا جماعة... أَبِي أتجوَّز»!

بصراحة.. وأشياء أُخْرَى

A A
هذَا شعارٌ لأيِّ شابٍّ مُقبلٍ علَى إكمالِ نصفِهِ الثَّانِي، أو الذِي لمْ يحالفهُ الحظُّ فِي زواجِهِ الأوَّلِ، كذلكَ لمَن أرادَ التعدُّدَ طبعًا لَا ننسَى اختلافَ المقاصدِ لذلكَ، إلَّا الذِي لمْ يسبقْ لهُ الزَّواجُ أصلًا، فهذَا هدفهُ واحدٌ فقطْ، إيجادُ زوجةٍ تكملُ معهُ مشوارَ عمرهِ، وتقاسمُهُ أحلامَهُ ونظرتَهُ لمستقبلٍ مشرقٍ -بإذنِ اللهِ-!

لكنْ دعونَا نناقش الأمرَ برمَّتهِ قبلَ وأثناءَ والآنَ مِن خلالِ سؤالٍ بسيطٍ، لكنَّه مِن السَّهلِ الممتنعِ.. هذَا السؤالُ هُو: هلْ الرجالُ والنِّساءُ سواسيَّةٌ فِي المعرفةِ وبُعدِ النَّظرِ؟

لكَي نناقشَ ذلكَ لابُدَّ مِن وجهةِ نظرِ طموحِ النِّساءِ قديمًا، تلكَ الحياةُ البسيطةُ التِي كُنَّ يعشنَهَا، فكانَ أكبرُ طموحاتِهنَّ زوجًا مستقيمًا، سمعتهُ طيِّبةٌ، ومِن أصلٍ طيِّبٍ، وفِي يدِهِ عملٌ ينفعهُ، ويستطيعُ أنْ يعولَ.. وليسَ لديهَا أيُّ مشكلةٍ أنْ تعيشَ فِي بيتِ العائلةِ، والتِي تضمُّ الأسرةَ كاملةً، ومعَ ذلكَ تشتغلُ معَ الرجلِ فِي الرَّعيِّ والزَّرعِ وأيَّامِ حصادِ الحبوبِ، وقد يُضطرُّ الرجلُ إلى الغيابِ عَن أهلهِ شهورًا، وربَّمَا سنواتٍ للقمةِ العَيشِ.. ومعَ ذلكَ كلِّه خرَّجتْ تلكَ الأمَّهاتُ رجالًا أكْفَاءَ نفعُوا أنفسَهُم وأهليهِم ووطنَهُم بطبيعةِ الحالِ.

أمَّا نساءُ اليومِ، فبعضهنَّ حدِّثْ ولَا حرجَ، فمثلًا: بعدَ التعليمِ والطفرةِ التِي حدثتْ أصبحنَ قائداتٍ ورائداتٍ فِي كلِّ المجالاتِ، وهذَا مدعاةٌ لبلوغهنَّ أعلَى المراتبِ، والقادمُ أجملُ -بإذنِ اللهِ-.. لكنَّ الخطرَ فِي ماذَا؟

في شاشةٍ بحجمِ الكفِّ، كالتِي اكتبُ منهَا، فكلُّ جديدٍ لهُ سلبياتُهُ وإيجابياتُهُ، لكنْ إنْ كثُرتْ سلبياتُهُ هنَا الخطرُ، ومنهَا ظهرَ أغلبُ المشهورِينَ والمشهوراتِ، وتحتهمَا ألفُ خطٍّ وخطٍّ كمَا يُقالُ: «صناعةُ التفاهةِ» أصبحَ القليلُ مِن رجالِ اليومِ، والكثيرَ مِن نسائِنَا وفتياتِنَا ينجرُّونَ دونَ وعيٍ لمَا يعرضهُ هؤلاء المشاهيرُ.. فمَا يعرضهُ البعضُ منهُم يندَى لهُ الجبينُ، ويتصبَّبُ مِن جبينِ العاقلِ قطراتُ الخجلِ ممَّا يشاهدُ مِن المشهورِينَ والمشهوراتِ؛ ممَّا لا يليقُ عُرفًا، ولا نقلًا، ولا قِيمًا.. فنرَى الطَّلاقَ يكثرُ بعدَ مضيِّ شهورٍ قليلةٍ لمْ يكتملْ معهَا شهدُ العسلِ!

وأخيرًا..

الروحُ حينَ تهوَى لا تميِّزُ جمالَ مَنْ تحبُّ، ‏فقطْ تسبحُ فِي نهرِ الغرامِ.. ‏الشكلُ قدْ يغيِّرُ بعضَ القناعاتِ، وهذا ملحوظٌ، لكنَّ الروحَ تعشقُ مَن يداعبهَا روحًا.. ‏نظافةُ الروحِ عنوانُ الجمالِ.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store
كاميرا المدينة