مواقعُ التواصلِ الاجتماعيِّ أصبحتْ جزءًا لا يتجزَّأُ من حياتنَا اليوميَّةِ، حيث نستخدمهَا للتواصلِ مع الأصدقاءِ والعائلةِ، والحصولِ على المعلوماتِ، والترفيهِ، ومع ذلكَ فإنَّ هناكَ العديدَ من المخاطرِ المرتبطةِ باستخدامِ هذهِ المنصَّاتِ بطريقةٍ غيرِ مناسبةٍ أو مفرطةٍ.
ومن حالاتِ سوءِ استخدامِ مواقعِ التواصلِ، هناكَ مَن وصلَ إلى مرحلةِ الإدمانِ عليهَا، حيثُ إنَّ البعضَ يقضِي وقتًا طويلًا جدًّا علَى هذهِ المنصَّاتِ، ويؤدِّي ذلكَ إلى إهمالِ المسؤوليَّاتِ الأُخْرى، وتدهورِ الصحَّةِ العقليَّةِ والبدنيَّةِ، بالإضافةِ إلى مروِّجِي الشائعاتِ والأخبارِ الكاذبةِ عبرَ المواقعِ، حيثُ إنَّ المواقعَ تسهِّلُ انتشارَ المعلوماتِ المضللةِ والشَّائعاتِ؛ ممَّا يؤدِّي إلى رفعِ مستوياتِ القلقِ والتوترِ فِي المجتمعِ.
وهناك حالاتُ التنمُّرِ عبرَ الإنترنت، حيثُ يستخدمُ البعضُ هذهِ المنصَّاتِ للتحرُّشِ والتنمُّرِ على الآخرِينَ؛ ممَّا يؤثِّرُ سلبًا على الصحَّةِ النفسيَّةِ للضحايَا، وبعضُ الحساباتِ تعرضُ محتوياتٍ ضارَّةً وخاصَّةً على الأطفالِ والمراهقِينَ، والبعضُ يتعرَّضُ لحالاتِ النَّصبِ والاحتيالِ وتهكيرِ الحساباتِ؛ بسببِ فتحِ روابطَ مزيَّفةٍ ومجهولةِ المصدرِ.
فمن هنَا لابُدَّ مِن التفكيرِ الصحيحِ والتشجيعِ على التحققِ من مصادرِ المعلوماتِ، وعدمِ مشاركةِ المحتوَى دونَ التأكُّدِ من صحَّتهِ، وعدمِ فتحِ روابطَ إلَّا بعدَ التأكُّدِ من صحَّتهَا، وأنصحُ الجميعَ بتطبيقِ ضوابطَ أبويَّةٍ باستخدامِ خياراتِ الحمايةِ والرقابةِ الأبويَّةِ لحمايةِ الأطفالِ من المحتوَى غيرِ المناسبِ.
ولا ننسَى أنَّ مواقعَ التواصلِ الاجتماعيِّ لهَا العديدُ من الفوائدِ، ولكنْ من المهمِّ أنْ نكونَ على درايةٍ بالمخاطرِ المحتملةِ، وأنْ نتَّخذَ الخطواتِ اللازمةِ للحدِّ من سوءِ الاستخدامِ، من خلالِ اتِّباعِ الممارساتِ السليمةِ، ويمكننَا الاستفادةُ من مزايَا هذهِ المنصَّاتِ معَ الحفاظِ على سلامتِنَا وسلامةِ الآخرِينَ. عبدالله سعود التهامي
@sweetyman_1
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
