في عالم يفيض بقصص الحب والتضحية، تبرز قصة الدكتور أنور فهد الظفيري، أستاذ القانون في جامعة حفر الباطن، كرمز للعطاء اللامحدود والإيثار النبيل. حينما واجه ابن أخيه الدكتور سلمان فهد الظفيري، مدير مستشفى الملك خالد العام بحفر الباطن، أزمة صحية كبيرة، لم يتردد الدكتور أنور في تقديم جزء من نفسه لإنقاذ حياة طفل صغير.
كانت البداية حينما اكتُشف أن الطفل فهد، ابن الدكتور سلمان، يعاني من فشل كلوي حاد، مما جعله في حاجة ماسة إلى زراعة كلية بأسرع وقت ممكن؛ وسط هذه الأزمة، كانت الأسرة تعيش مشاعر مختلطة بين القلق والأمل؛ في تلك اللحظة الحرجة، تقدّم الدكتور أنور بعزيمة وإيمان، معبرًا عن استعداده للتبرع بكليته لإنقاذ حياة الطفل فهد.
لم يكن قرار التبرع سهلاً، فهو يحمل في طياته تحديات ومخاطر، لكنه كان مدفوعًا بحب كبير ورغبة صادقة في إنقاذ حياة طفل صغير لم يعش بعد تجارب الحياة؛ أجرى الدكتور أنور الفحوصات اللازمة، وتبين توافق كليته مع جسد الطفل فهد، مما جعل الأمل يتجدد في قلوب الجميع.
اليوم موعد الجراحة، مدينتي التي مازالت الناس تحيا بها بروح القرية؛ تعيش لحظات مليئة بالترقب، لكن الإيمان بالله والعزيمة دائمًا حاضرة؛ والدعوات الصادقة بنجاح العملية، لترتسم الابتسامة على وجوهنا جميعاً، ولتكون هذه اللحظة بداية جديدة مليئة بالحياة للطفل فهد.
الدكتور أنور، بتضحيته هذه يُترجم معاني الايثار والعطاء وحُب الخير التي اعتاد عليها مُجتمعنا؛ وهو الذي دائماً يؤكد لنا أن هذا الشيء واجب إنساني وعائلي، وأن رؤية "فهد" ينمو بصحة وسعادة هو أعظم انجازاته بهذه الحياة.
هذه القصة الإنسانية تذكرنا دائمًا بأن العطاء هو جوهر الإنسانية، وأن التضحية من أجل الآخرين، خاصةً الأطفال، هي أسمى قيم يمكن أن يتحلى بها الإنسان.
أستاذ القانون الظفيري ترجم كُل قيم ومعاني نبيلة عاشها ونشأ عليها واقعاً يمنح الآخرين أملاً جديداً في الحياة.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
