Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

القيادة الناجحة في عصر التحول الرقمي

A A
في مشهدِ الأعمالِ والتطوُّرِ الحديثِ فِي عصرنَا الحاليِّ الممزوجِ بالتحوُّلاتِ السريعةِ في التكنولوجيَا والأعمالِ، ورغمَ أهميَّة القيادةِ القويَّةِ فلَا يوجدُ بديلٌ للتعلُّمِ من أمثلةِ الحياةِ الواقعيَّةِ والاستفادةِ من التجاربِ الأُخْرى والابتكارِ. مع استمرارِ الأسواقِ والتقنياتِ الحديثةِ في تغييرِ نماذجِ الأعمالِ التقليديَّةِ، يجبُ علَى القادةِ تعزيزُ عقليَّةِ الفضولِ والتجريبِ داخلَ مؤسساتِهم.

هذَا ما فعلتهُ إحدَى الشركاتِ العالميَّةِ التِي كافحتْ مِن أجلِ اكتسابِ قوَّةِ الجذبِ بدلًا مِن مضاعفةِ المنتجِ.

الابتكارُ هُو المحرِّكُ الأساسُ للتفويضِ الناجحِ. يتيحُ للموظفِ المشاركةَ في عمليَّةِ التفكيرِ الإبداعيِّ، وتطويرِ الأفكارِ المبتكرةِ التي قد تُحدِثُ تحوُّلًا إيجابيًّا في قطاعِ الشركاتِ.

كلُّ شركةٍ أو منظَّمةٍ لهَا هيكلٌ تنظيميٌّ ومسؤولياتٌ محددةٌ لكلِّ موظفٍ ومديرٍ تحتَ هذهِ المنظومةِ.

قد يكونُ أغلبُ الرؤساءِ يتسمُونَ بكلِّ الصفاتِ التِي تجعلُ منهُم قادةً ناجحِينَ ويخفقُونَ فِي أهمِّ عنصرٍ وهُو تفويضُ الأعمالِ، يحاولُ بعضُ الرؤساءِ القيامَ بالعملِ الموكلِ إليهِم بأنفسِهم أو التعمقِ في مسؤولياتِ الآخرِينَ التي هِي من مسؤولياتِ مديريهِم المباشرِينَ لمتابعتِهَا، ممَّا يزيدُ من إرهاقِهم وحرمانِ فريقِ العملِ من التعلُّمِ مِن الأخطاءِ وممارسةِ أعمالٍ جديدةٍ تتَّسمُ بالتحدِّي وعدمِ إعطاءِ المديرِ المباشرِ الصلاحيَّةَ التامَّةَ في مهامِّ عملِهِ.

القائدُ أو الرئيسُ الناجحُ يفوِّضُ مهامَّهُ التِي يمكنُ تفويضُهَا، والتفرغُ لأداءِ المهامِّ الموكلةِ إليهِ.

تشهدُ المملكةُ تغيُّراتٍ جذريَّةً فِي نماذجِ الأعمالِ والتقنياتِ المستخدمةِ، ممَّا يفرضُ الاستجابةَ بالمرونةِ والتكيفِ معَ هذهِ التحوُّلاتِ؛ لضمانِ استمراريَّةِ ونجاحِ المؤسساتِ والمنظماتِ الحكوميَّةِ.

وهذَا ما نشهدهُ اليوم مِن تفوُّقِ القطاعِ الحكوميِّ علَى القطاعِ الخاصِّ في تعزيزِ الابتكارِ واستقطابِ كفاءاتٍ شابَّةٍ وقادةٍ ناجحِينَ لمواكبةِ عصرِ التحوُّل الرقميِّ والاستفادةِ الأمثل من التكنولوجيَا والبياناتِ.

فِي القطاعِ الحكوميِّ تمَّ الاعتمادُ بشكلٍ رئيسٍ علَى قادةٍ سعوديِّين نجحُوا في بناءِ بيئةٍ تشجيعيَّةٍ تسمحُ للموظَّفِينَ بالتعبيرِ عن أفكارهِم وتحقيقِ الابتكاراتِ التي تدفعُ بهم إلى الأمامِ وإنجازِ المشروعاتِ.

القطاعُ الخاصُّ لا يزالُ يعانِي مِن الاعتمادِ في القيادةِ فِي بعضِ القطاعاتِ علَى بعضِ الجنسيَّاتِ الأُخْرى في إدارةِ الأعمالِ، وهذَا مَا يجعلُ الاهتمامَ بالتحوُّلِ الرقميِّ والابتكارِ متأخِّرًا في تحقيقِهِ؛ ممَّا قد يؤثِّر على الموظفِينَ في وجودِ بيئةٍ غير محفِّزةٍ عندما يشاهدُونَ النجاحاتِ في القطاعاتِ الأُخْرى رغمَ إمكانياتِهم وأفكارهِم لكنَّ وجودَ عائقٍ بسيطٍ قدْ يؤثِّرُ علَى المنظمةِ كاملة.

ففِي أوقاتِ الأزماتِ -علَى سبيلِ المثالِ- يتطلَّع الموظَّفُونَ إلى قادتِهم، من أجلِ الاستقرارِ والطمأنينةِ.

ومعَ ذلكَ فإنَّ محاولةَ إظهارِ صورةِ القوةِ التِي لا تزعزعُ يمكنُ أنْ تأتِي بنتائجَ عكسيَّةٍ، ممَّا يخلقُ مسافةً بينَ القادةِ وفريقِ العملِ أو الموظَّفِينَ.

القادةُ الشبابُ السعوديُّونَ يتمتعُونَ برؤى جريئةٍ وطموحةٍ، وهُم على استعدادٍ لتحدِّي النماذجِ التقليديَّةِ وتطويرِ الحلولِ الإبداعيَّةِ للتحدِّياتِ المعاصرةِ، بفضلِ دعمِ حكومتِنَا الرَّشيدةِ للشَّبابِ وتمكينهم مِن الابتكارِ والتفكيرِ النقديِّ.

إنَّ نجاحاتِهم وإنجازاتِهم تعكسُ التزامَهم ببناءِ مستقبلٍ مشرقٍ، وتجسِّدُ الثقةَ والتفاؤلَ بالإمكانياتِ الكبيرةِ للسعوديِّينَ فِي السنواتِ المقبلةِ لتحقيقِ رؤيةِ 2030.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store
كاميرا المدينة