Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

عرَّاب اللغة ومنارة الشعراء

بصراحة.. وأشياء أُخْرَى

A A
هُو أميرٌ برتبةِ شاعرٍ، عاشقٌ للُّغةِ وعرَّابُهَا، سيِّدُ الفصيحِ وسموِّ الشعبيِّ، يجمعُ فوقَ إنسانيَّتهِ تاريخًا طويلًا مشرقًا، فهُو دايمُ الأحلامِ، سيفُ الواقعِ، رسَّامٌ ماهرٌ، متحدِّثٌ لبقٌ، يصنعُ من الحروفِ عالمًا من الجمالِ، لوحةً من الخيالِ، عندهاَ تجدُ السطورَ تتراقصُ أفراحًا لكلِّ مَن يسمعُ مَا يقولهُ.

هُو خالدٌ فِي الفكرِ، تتداعَى الألفاظُ والتراكيبُ والأساليبُ، تأتيهِ مختالةً إليهِ، هكذَا طواعيَّةً، فهُو عاشقٌ لليلِ، مسامرٌ للقمرِ، وعندَ هذَينِ الاثنَينِ -أقصدُ اللَّيلَ والقمرَ- يكتبُ أعذبَ القصيدِ، فتملأُ أبياتُهُ الآفاقَ؛ لتسرِي معَ الركبانِ، فيهِ تواضعُ الأُمراءِ، وعنفوانُ الشُّعراءِ، وأخلاقُ أبناءِ الصَّحراءِ.

يعشقُ وطنَهُ ودينَهُ ومليكَهُ حدَّ السَّمعِ والطَّاعةِ، أخذَ مِن والدهِ «الفيصل» شموخَهُ، ومِن سلمانَ طموحَهُ، ومِن ملوكِهِ الاهتمامَ بالشَّعبِ، فهُو صاحبُ مقولةٍ خالدةٍ تتناقلُهَا الأجيالُ جيلًا بعدَ جيلٍ: (ارْفَعْ رَاسَكَ أَنْتَ سُعودِيٌّ).

إنَّهُ صاحبُ السموِّ الملكيِّ الأمير خالد الفيصل مستشارُ خادمِ الحرمَينِ الشَّريفَينِ أميرُ منطقةِ مكَّة المكرَّمة -يحفظهُ اللهُ-، تربَّى فِي كَنفِ والدِهِ، فتعلَّمَ، واستمعَ، وناقشَ، وحاورَ، فكانَ -ومَا زالَ- الفهيمَ المتحدِّثَ الشَّاعرَ الفلتةَ، والأميرَ المختلفَ شعرًا وإمارةً ومنارةً.

آمنَ سموُّ الشعرِ وشموخُ الإمارةِ ومستشارُ الملوكِ بالاعتدالِ في مفاصلِ حياتِهِ وسيرتِهِ العطرةِ، فأسَّسَ مركزَ الأميرِ خالد الفيصل للاعتدالِ، إلى أنْ تحوَّلَ إلى مسمَّاه الجديدِ معهد الأميرِ خالد الفيصل للاعتدالِ بجامعةِ الملكِ عبدالعزيز، باختصارٍ هُو سيِّدُ الشِّعرِ ومنارُ الأدباءِ.

وأخيرًا...

نختمُ بمقتطفٍ مِن جميلِ شعرِهِ غناءً بالوطنِ:

أنَا السُّعودِي رَايتِي رمزُ الإسلامِ

وأنَا العربُ وأصلُ العروبةِ بلادِي

وأنَا سليلُ المجدِ مِن بدءِ الأيَّامِ

النَّاسُ تشهدُ لِي ويشهدُ جِهَادِي

دستورُي القرآنُ قانونٌ ونظامٌ

وسُنَّةُ نبيِّ اللهِ لنَا خيرُ هادِي

أَمشِي علَى الدُّنيَا وَأنَا رافعُ الهَامِ

وأَفْخرُ علَى العالَمِ وأنَا أجْنِي حَصَادِي

إذَا تأخَّرَ بعضُهُم رُحتُ قدَّام

وإذَا توارَى خايف قُمتْ بادِي

إنْ جيت ساحاتِ الوغَى صِرتْ قدَّام

وإنْ صِرتْ بلْحالِي فلَانِيب عادَي

وأظهرُ علَى غيرِي إذَا صرتُ بزْحام

عقيد قومٍ بالطَّبيعةِ ريادِي

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store
كاميرا المدينة