Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

قصة رجل الدلو

No Image

A A
الدلوُ هو أحدُ أبراجِ السنةِ الشمسيَّةِ.

وسُمِّي بذلكَ -حسبَ الإسرائيليَّاتِ المرويَّةِ- أنَّه كانتْ هناكَ قريةٌ يحكمُها رجلٌ صالحٌ، أجدبتْ ذاتَ يومٍ، وقرَّرَ أنْ ينتدبَ مجموعةً -حسبمَا يراهُ علَى محيَّاهُم الصَّلاحَ- أنْ يحضرُوا الماءَ للقريةِ، فذهبُوا ووجدُوا بئرًا عميقةً، ولكنَّهم خافُوا من النزولِ إليهَا، فقرَّرُوا أنْ يأتُوا بأشجعِ رجلٍ عندهُم، بعدَ أنْ غرَّرُوه بالثَّوابِ والأجرِ، وظنَّ بهِم خيرًا ليضحِّي بنفسِهِ وحياتِهِ، مِن أجلِ نجاةِ قريتِهِ وحاكمِهَا؛ متبرِّعًا فِي ذلكَ ودونَ أنْ يفكِّرَ بأيِّ مبلغٍ سيحصلُ عليهِ؛ لينزلَ إلى القاعِ، حيثُ الثَّعابينُ والحشراتُ والحجرُ السَّاقطُ علَى رأسهِ وبدنهِ حتَّى وصلَ للماءِ، وعزَّ عليهِ أنْ يشربَ قبلَ أنْ يشربَ منهُ جميعُ أهلِ قريتِهِ، وبالفعلِ بدأُوا ينزلُونَ عليهِ الدلوَ ليملأَ لهُم الماءَ، ولمَّا فرغُوا من ذلكَ أرادَ أنْ يخرجَ من البئرِ، وإذَا بهِم يرمُونَ عليهِ الحبلَ والدلوَ لتلفَّ بهِ الدُّنيَا وهو بينَ هذَا الظَّلامِ الدَّامسِ، وبينَ الغدرِ والخيانةِ التِي تعرَّضَ لهَا بينَ أولئكَ الأشرارِ، فقرَّر أنْ يصعدَ بنفسهِ وقلبهِ مليئًا بالحقدِ الذِي تسبَّبَ بهِ أولئكَ القومُ حتَّى لمَا صعدَ مِن فوَّهةِ البئرِ ظهرتِ الشَّمسُ عليهِ فرأهُ كلُّ أهلِ القريةِ في السَّماءِ، انظرُوا هذَا رجلُ الدلوِ الذِي رمينَاهُ في البئرِ، كيفَ صعدَ مِن الأرضِ للسماءِ، وأصبحَ نجمًا، بلْ وبرجًا مِن بروجِ الشَّمسِ يتذكَّرُه التَّاريخُ، ويعيدهُ كلُّ سنةٍ لتتذكَّرهُ الأجيالُ، كانتْ مثل هذهِ القصصِ -ولا تزالُ- مِن الرواياتِ والأساطيرِ التِي يسلِّي النَّاس بهَا بعضَهم بعضًا، وحتَّى تسهِّلَ عليهِم معرفتهَا.

ولكنْ بغضِّ النظرِ عَن صحةِ هذهِ القصَّةِ من عدمِها، السؤالُ هنَا هُو كمْ من حرٍّ غدرَ بهِ أمثال أولئكَ القومِ وغيرِهم فِي زمانِنَا؟!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store
كاميرا المدينة