الكثيرُ لاحظَ عندَ سفرهِ للدولِ الأوروبيَّةِ، بدءَ استخدامِ المصاصاتِ الخشبيَّةِ؛ لتكونَ بديلةً عن المصاصاتِ البلاستيكيَّةِ، وهِي مِن إطارِ الجهودِ العالميَّةِ لمكافحةِ التلوثِ البلاستيكيِّ، وتعزيزِ الاستدامةِ، حيثُ يتجهُ عددٌ متزايدٌ من البلدانِ إلى البدائلِ القائمةِ علَى الخشبِ والقشِّ كبدائلَ صديقةٍ للبيئةِ للموادِ البلاستيكيَّةِ التقليديَّةِ، هذا التحوُّلُ بعيدًا عن البلاستيكِ مدفوعٌ بالمخاوفِ البيئيَّةِ المتزايدةِ، فضلًا عن الرغبةِ في تقليلِ الاعتمادِ علَى المواردِ غيرِ المتجدِّدةِ وتقليلِ تأثيرِ النفاياتِ على النظمِ البيئيَّةِ.
أحدُ الأسبابِ الرئيسةِ لاستخدامِ البدائلِ القائمةِ هُو قابليتهَا للتحلُّلِ البيولوجيِّ، علَى عكسِ البلاستيك الذِي يمكنُ أنْ يستمرَّ في البيئةِ لعدَّةِ قرونٍ، لكنَّ الخشبَ والموادَ القائمةَ علَى القشِّ تتحلَّلُ بشكلٍ طبيعيٍّ مع مرورِ الوقتِ، ممَّا يقللُ مِن تراكمِ النفاياتِ والتلوثِ، وقدْ نفَّذت دولٌ مثل السويد مبادراتٍ لتشجيعِ استخدامِ مواد التعبئِةِ والتغليفِ والمنتجاتِ الخشبيَّةِ، والاستفادةِ من مواردِ الغاباتِ الوفيرةِ لإنشاءِ بدائلَ مستدامةٍ للبلاستيكِ.
ويُعدُّ الخشبُ والقشُّ من المواردِ المتجددةِ التِي يمكنُ حصادهَا وتجديدهَا بشكلٍ مُستدامٍ، فالبلدانُ التي تتمتعُ بقطاعاتٍ حرجيَّةٍ وزراعيَّةٍ قويَّةٍ، مثل فنلندا وكندا، تقودُ الطريقَ فِي تطويرِ المواد الخشبيَّةِ والقشِّ لمختلفِ التطبيقاتِ، من التعبئةِ والتغليفِ والبناءِ إلى المنسوجاتِ والسلعِ الاستهلاكيَّةِ.
وعادةً مَا يكونُ للخشبِ والمواد القائمةِ علَى القشِّ بصمةٌ كربونيَّةٌ أقل مقارنةً بالبلاستيك، وينطوِي إنتاجُ البلاستيك علَى استخراجِ ومعالجةِ الوقودِ الأحفوريِّ، ممَّا يؤدِّي إلى انبعاثاتِ غازاتِ الدفيئةِ بشكلٍ كبيرٍ، ولكنَّ الموادَّ الخشبيَّةَ والقشَّ تستهلكُ طاقةً أقل، وتنبعثُ منهَا غازاتٌ دفيئةٌ أقل أثناءَ الإنتاجِ، وتستثمرُ دولٌ مثل ألمانيا والنمسا في البحثِ والابتكارِ لتطويرِ مركباتٍ متقدِّمةٍ من الخشبِ والقشِّ والمواد البلاستيكيَّةِ الحيويَّة، ممَّا يمهِّدُ الطريقَ لبدائلَ أكثر استدامةٍ للمواد البلاستيكيَّةِ التقليديَّةِ.
تلعب تفضيلات المستهلك أيضاً دوراً حاسماً في دفع الاعتماد على المواد البديلة للبلاستيك، مع تزايد الوعي بالتلوث البلاستيكي، ويبحث المستهلكون عن بدائل صديقة للبيئة، تتوافق مع قيمهم، حيث نفذت دول مثل هولندا والدنمارك سياسات للحد من النفايات البلاستيكية، وتعزيز استخدام المواد ا، والسماد في صناعات التعبئة والتغليف، والخدمات الغذائية.
فالتحوُّل خطوةٌ مهمًّة نحوَ اقتصادٍ أكثر استدامةً وللتخفيفِ من آثارِ تغيُّرِ المناخِ، وخلقِ مستقبلٍ أكثر إشراقًا للأجيال القادمةِ.