Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد الظفيري

المؤثرون.. بين التأثير والمصداقية

A A
تُعتبرُ وسائلُ التواصلِ الاجتماعيِّ بمثابةِ منبرٍ للتأثيرِ الشديدِ علَى سلوكياتِ المستهلكِينَ وقراراتِهِم الشرائيَّةِ؛ وتزايدتْ قوَّةُ المؤثرِينَ الذِينَ يعتبرهُم المتابعُونَ مصدرًا للمعرفةِ والإرشادِ فيمَا يخصُّ المنتجاتِ والخدماتِ المتنوِّعةَ.

ومعَ ذلكَ، تبرزُ مشكلةٌ جوهريَّةٌ تتمثَّلُ فِي مصداقيَّةِ المعلوماتِ التِي يقدِّمهَا هؤلاء المؤثِّرُونَ؛ فالكثيرُ منهُم يبدُو أنَّهم يتحدَّثُون بحياديَّةٍ وموضوعيَّةٍ عَن منتجاتٍ أو خدماتٍ، لكنْ في الحقيقةِ، قدْ تكونُ هناكَ مصالحُ ماليةٌ واضحةٌ خلفَ تلكَ التوصياتِ؛ يتلقَّى المؤثِّرُونَ أجورًا مقابلَ الترويجِ للمنتجاتِ؛ ممَّا قدْ يؤثِّرُ سلبًا علَى مصداقيتِهِم وعلَى الثقةِ التِي يوليهَا لهُم متابعُوهم.

ما يزيدُ الأمرَ تعقيدًا؛ هو التناقضُ الذِي يظهرُ عندمَا يعلنُ المؤثِّرُونَ عَن منتجاتٍ مختلفةٍ بأسعارٍ ووصفاتٍ متناقضةٍ. يمكنُ أنْ يعلنَ عَن منتجٍ كسعرٍ مرتفعٍ ويصفهُ بأنَّه فريدٌ، ولَا مثيلَ لهُ، ثمَّ فِي وقتٍ لاحقٍ يعلنُ عن منتجٍ آخرَ بسعرٍ منخفضٍ؛ ويبرزُ أنَّه الخيارُ الأمثلُ بأسعارٍ منافسةٍ؛ ويهاجمُ منتجَ الشركةِ الأُولَى ويصفهَا بالجشعِ!.

للأسف، هذه الإعلانات قد تجعل الجمهور يشعر بالخداع، خاصة عندما يتضح أن المؤثرينَ لا يتحدثونَ بحيادية؛ ولا يقدمون توصياتهم بموضوعية تامة؛ وهنا يصبح من الضروري على المستهلكينَ أن يكونوا حذرينَ، ويقيموا مصداقية وجودة المعلومات التي يتلقونها من وسائل التواصل الاجتماعي؛ قبل اتخاذ أي قرار شرائي بناء عليها.

في نهاية المطاف، يجب على المؤثر أنْ يتحلَّى بالشفافية والنزاهة في تقديم المعلومات، وعلى الشركات أنْ تكون أكثر مسؤولية في اختيار المؤثرين؛ وفي كيفية التعامل معهم؛ لضمان تقديم محتوى يخدم المستهلكين بمصداقية ووضوح تام.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store
كاميرا المدينة