Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

العولمة والذكاء الاصطناعي.. انتشار بدون ضوابط!

A A
مِن بدايةِ القرنِ الحادِي والعشرِين، تحوَّلَ العالمُ بكلِّ وسائلِ الاتِّصالاتِ والتَّعاملاتِ بشتَّى أنواعِهَا إلى عالمٍ عولميٍّ، طمستْ معالمَ الحدودِ، وتخطَّتِ الحواجزَ، وأصبحَ التنقُّلُ للبشرِ والبضائعِ يتمُّ الموافقةُ عليهَا بضغطِ زرِ الحاسبِ من سطحِ المكتبِ، أو الهاتفِ النقَّالِ، وبالصَّوتِ والصُّورةِ حسبَ الطلبِ بسرعةٍ.. وبشكلٍ آنيٍّ وشفَّافٍ، تَيسَّر التحوُّلُ، وقلَّتْ تكاليفُهُ، وزادتْ فوائدهُ أضعافًا مضاعفةً.

التَّقاضِي عَن بُعد، وطلبُ المستلزماتِ المعيشيَّةِ لمَن أرادَ عَن بُعد، والتَّحويلاتُ البنكيَّةُ، والبيعُ والشِّراءُ عَن بُعد، وأمورٌ كثيرةٌ يصعبُ حصرَهَا.

وفِي صباحِ يومِ الجمعةِ الماضِي، الموافقِ 19/ 7/ 2024م حصلتِ الصدمةُ المروِّعةُ بتأثرِ نظامِ العولمةِ، وبسرعةِ الصَّوتِ والصُّورةِ انتقلتِ الأخبارُ عبرَ الأثيرِ فِي أرجاءِ الكونِ بتوقُّفِ حركةِ النَّقلِ الجويِّ فِي معظمِ مطاراتِ العالمِ، وشاعَ الهلعُ، وتسابقَ المختصُّونَ فِي دوائرِ الأموالِ العالميَّةِ لمراجعةِ الآثارِ علَى البنوكِ ووسائلِ التَّحويلاتِ للتأكُّدِ مِن ضمانِ أمنِ أرصدةِ الدُّولِ والشَّركاتِ والأفرادِ.. وبادرَ المختصُّونَ فِي وسائلِ الإعلامِ بالمتابعةِ، ونقلِ الأخبارِ أوَّلًا بأوَّل لتطمينِ عامَّةِ النَّاسِ علَى اختلافِ مستوياتِهِم واهتماماتِهِم.. شركاتُ التقنيةِ المعنيَّة مايكرسوفت وغيرهَا.. تراقبُ وتعملُ كلَّ مَا هُو مطلوبٌ لإصلاحِ الخَللِ الذِي تسبَّبَ فِي أعطالِ الاتِّصالاتِ والتَّواصلِ عالميًّا.

احتمالاتُ المخاطرِ متوقَّعةٌ لدَى مصنِّعِي الأجهزةِ، والمشغِّلِينَ لمراكزِ استقبالِ المعلوماتِ وإرسالِهَا، والمستخدمِينَ، ولكنَّ الحيرةَ التِي يصعبُ التنبؤُ بهَا تكمنُ فِي متَى وأينَ ومَن يمكنُ أنْ يكونَ المتسبِّبُ؟ ولماذا؟ ومِن المعلومِ أنَّ العبثَ وُجِدَ معَ وجودِ الإنسانِ وممارساتِهِ.

الخطأُ والصَّوابُ والعبثُ يُعدُّ مِن الصَّعبِ التنبؤُ بحدوثِهِ، خاصَّةً إذا كانتِ النَّوايَا شريرةً تستهدفُ الإضرارَ والانتقامَ، وإلحاقَ الضررِ بالغيرِ!

هذَا الطَّرحُ والمحاذيرُ مِن عواقبِ العولمةِ بدونِ حدودٍ، وبدونِ صمَّاماتِ أمانٍ تحمِي المجتمعاتِ مِن المخاطرِ المقصودةِ وغيرِ المقصودةِ التِي يترتَّبُ عليهَا الإضرارُ بوسائلِ الحياةِ علَى كوكبِ الأرضِ والفضاءِ الخارجيِّ المحيطِ بالأجرامِ السماويَّةِ.

الذَّكاءُ الاصطناعيُّ ابتكارٌ جديدٌ، والحماسُ والتَّسابقُ علَى الاستفادةِ مِن ميزاتِهِ تَسبَّب فِي قفزةٍ سريعةٍ باستخدامِ تلكَ الميزاتِ الموعودةِ بسرعةٍ قبلَ إخضاعِ كلِّ مَا يتعلَّقُ لتجاربَ مخبريَّةٍ مكثَّفةٍ وعميقةٍ تصلُ لحدِّ القناعةِ؛ للحدِّ مِن الأضرارِ الجانبيَّةِ التِي قدْ تصاحبُ الاستخدامَ بدونِ ضوابطَ تحدُّ مِن ذلكَ.. وقدْ يكونُ ذلكَ مِن الأسبابِ التِي صدمتِ العالمَ في صباحِ يومِ الجمعةِ.

ولخطورةِ وأهميَّةِ مَا حصلَ، فإنَّ علَى كلِّ دوائرِ البحوثِ والمراقبةِ فِي عالمِ تقنيةِ المعلوماتِ وتطبيقاتِهَا -بسببِ الأعطالِ التِي هدَّدتِ العالمَ بالشَّللِ المعلوماتيِّ- التحوُّطَ بشكلٍ جديٍّ وسريعٍ وهِي مطالبةٌ بأخذِ أقصَى درجاتِ الحيطةِ؛ لتلافِي تكرارِ ذلكَ الخللِ الخطيرِ لخدماتٍ أصبحتْ مِن ضروراتِ الحياةِ.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store
كاميرا المدينة