1- الصيحات الببغاوية:
النص القصصي يبقى نصًّا قصاصيًّا، إذا اكتمل بناؤه، وأُحكم مساره، وأبان عن نفسه بلغة أدبيَّة ورمزيَّة، وما سوى ذلك فهو كلام كأيِّ كلام يُقال عرضًا في المجالس الخاصَّة والعامَّة.
إنَّ البعض ممَّن تستهويهم الكتابة القصصيَّة يظنُّون ظنَّ السوء باستسهال الكتابة في هذا الفن، وقِس على ذلك ولا حرج، ممَّن يستسهلون الكتابة الروائيَّة، وما درى أصحاب (الموضات) و(العناوين) أنَّ لفن الرواية قواعدَهُ، وأركانَهُ، وأُسسَهُ، وعناصرَهُ؛ فضلًا عن تنوِّع خطابته داخل المتن الحكائي، وما عدا ذلك فهو من قبيل الصيحات الببغاويَّة التي كثيرًا ما درجَ النَّاس على أنْ يتخطَّفوها فمًا عن فمٍ، وأُذنًا عن أُذنٍ بطريق غير طريق الدِّماغ!
2- زعم باطل:
أتفهَّم جيدًا، أنْ تقومَ بعض الجهات -مشكورةً- بالسعي نحو تقديم ثلة من الأصوات الشابة، والأخذ بأيديهم نحو الأدب، والثقافة، وسائر الفنون، وتعزيز ما يمتلكونه من مواهب ومَلَكَات.
وتلك خطوة ممتازة في جوهرها وغايتها ومآلاتها؛ ولكنَّ الذي لا أفهمه أنْ تقومَ تلك الجهات بتقديم بعض أسماء كـ(نماذج) تزعم أنَّها تمتلك (تجارب) في عالم الشعر، والقصَّة، والمسرح، وهذا زعم باطل يثبته الرهان العلمي، خاصَّةً في ضوء هشاشة ما يقدِّمون في عالم الشعر، أو القصَّة، وبعض الفنون.
فهل يمكن -مثلًا- أنْ نعدَّ مَن كتب مقالةً، أو عشرًا، أو عشرِينَ، أو حتَّى مئة من أصحاب التجارب؟ وهل يُعقل أنْ يكتبَ أحدهم قطعةً منظومةً (يسمُّونها شعرًا)، ليُعدَّ من أصحاب التجارب؟ وهل يمكن الرُّكون على مَن كتب قصَّةً أو قصَّتين، أو مجموعةً قصصيَّةً، أو مجموعتين بأنَّه من أصحاب التجارب؟
3- عودة على بدء:
قد يكون لي عودة تفصيليَّة حول الحوار الذي تم نشره قبل فترة من الزَّمن في إحدى الصحف الرسميَّة، مع أحد مقدِّمي الخدمات في (منطقة ما)، وهو حوار -إنْ صحَّ أنْ يُقال عنه ذلك-، مصنوع صناعة للظهور الإعلامي، والاستهلاك الهلامي، فكل ما فيه مكرور.. ومجتر.. ومعاد، وإنْ بدا لغير الفاحص بأنَّه جديد، ويقدِّم جديدًا يُغني عمَّا قِيل -سابقًا- في عدَّة صحف على هيئة تصاريح إعلاميَّة، أو إعلانات صحفيَّة!!
4- نادي الباحة:
أرسل لي الصديق الأديب الأستاذ نبيل حاتم زارع، ما كتبه عبر منصَّة (إكس) حول نادي الباحة الأدبي، يقول زارع: «أعضاء نادي الباحة الأدبي -دومًا- يفخرون بأنَّهم استطاعوا إنشاء مبنى فخم تجاوز (15) مليون ريال، واحتفلوا به قبل سنوات، ودومًا يتبهاون بأنَّهم استطاعوا إقناع رجل أعمال بالدَّعم والتبرُّع، والغريب أنَّني أرى غالبيَّة فعاليتهم خارج مقر النادي».
انتهى كلام الأديب زارع؛ ولما كلماته تطرح أكثر من سؤال، وأكثر من علامة تعجُّب، وعلى الحصيف أنْ يملأ (الفراغات) بما تجود به ثقافته ووعيه المعرفي..!!