Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

(أنا على دِيْن أَبي)!

A A
* في عصرِنَا اليوم هناكَ مَن سخَّرُوا أوقاتِهِم، وجيَّشُوا أصواتَهُم وأقلامَهُم في بعضِ المنابرِ الإعلاميَّةِ، وفي وسائلِ التواصلِ الاجتماعيِّ لمطاردةِ نيَّاتِ (عبادِ اللهِ)، والدخولِ في تفاصيلِهَا، ورجمِهِم بالغيبِ عَن طريقِ مَا يُسمَّى بـ(التَّصنيفِ الفكريِّ) الذِي يأتِي إجابةً عَن سؤالِهِم الدَّائمِ اللَّازمِ: مَا توجُّه فلانٍ؟!

*****

* أحدُ الأصدقاءِ سألنِي: ماذَا ستقولُ لأولئكَ لوْ بحثُوا عَن تصنيفِكَ؟ فأجبتُهُ: باختصارٍ سأردِّدُ: (أنَا علَى دِيْنِ أَبِي -حفظَهُ اللهُ-)، الذِي مَن وعَيْتُ وحتَّى اليوم وهُو يرسمُ جادَّةً فِي طريقِهِ إلى صلاةِ الجماعةِ ليلَ نهار، ودونَ أنْ يعرفَ تلكَ المذاهبَ، وأنَا كذلكَ علَى (خُطَى والدتِي -سلَّمهَا اللهُ-)، التِي عرفتهَا تُصلِّي وتصومُ، وتَذكرُ اللهَ صباحَ مساء -كمَا أمرَهَا-، دونَ أنْ تقعَ فِي مستنقعِ التصنيفاتِ، ودوامةِ تلكَ التيَّاراتِ المتقاتلةِ!

*****

* (وَأنَا ليبراليٌّ صميمٌ) إذَا كانَ (مفهومُ الليبراليَّةِ) سيمنحُ الإنسانَ حريَّةَ التَّفكيرِ والتَّعبيرِ والنَّقدِ دونَ أنْ يتجاوزَ مُسلَّماتِ وثوابتَ دينِنَا الإسلاميِّ، ودونَ المساسِ بالوطنِ وقيادتِهِ الحكيمةِ، وقِيَمِ مجتمعِهِ، ونعمْ (أنَا اشتراكيٌّ قُحٌّ) إذَا كانَ ينتصرُ حقيقةً للفقراءِ والمحتاجِينَ، وسيحرِّرُ البشرَ مِن سيطرةِ وعبوديَّةِ فئةٍ مِن الأغنياءِ، وهذَا مَا جاءَ فيهِ إسلامُنَا، الذِي فرضَ الزَّكاةَ، وحثَّ علَى الصَّدقاتِ؛ وكلُّ ذلكَ دعمًا لكلِّ محتاجٍ ومسكينٍ.

*****

* (وَأنَا عِلْمانِيٌّ) إذَا كانتِ (العلمانيَّةُ) ستمنعُ تسلُّطَ مَن يتلبَّس بالدِّيْنَ -مظهرًا لَا جوهرًا- علَى البسطاءِ، وإلى التطرُّفِ سيدفعهُم ليقتلُوا الأبرياءَ، فأنَا دائمًا وأبدًا معَ مَن يقودُ النَّاسَ بسماحةِ الدِّينِ، ومنهجِ محمَّدٍ سيِّدِ المُرسلِينَ -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ- ومَن اتَّبعَهُ بإحسانٍ مِن الصحابةِ -رضوانُ اللهِ عليهِم- ومِن بعدِهم التَّابعُونَ -رحمَهُم اللهُ- اللهُمَّ آمينْ.

*****

* أمَّا أولئكَ دعاةُ التَّصنيفاتِ وصنَّاعُ التَّياراتِ الفكريَّةِ، فهُم فقطْ يتصارعُونَ، وللأتباعِ يتصيَّدُونَ، وكلٌّ منهُم يمزِّقُ ويحرقُ فكرَ وكُتبَ الآخرِ، ويبحثُ لهُ عَن الزلَّاتِ؛ بينمَا هدايةُ المجتمعِ، والدفاعُ عن قضايَاهُ العادلةِ بعيدةٌ عنهُم، وخارج دائرةِ اهتماماتِهِم!

*****

* أخيراً ما أنا مؤمن به أن (إسلامنا) واضح وبسيط، وحامل لكل خير، وأنه وسطي وعـدل في تشريعاته، وحامل للتعايش والتسامح مع كل البشر، وأنه دين يمنح الحياة لا الموت؛ أما الكثير من مماحكات وصراعات التيارات الفكرية، ما هي إلا ترف فكري ومطية للمتسلقين، وطاقية إخفاء للذين ينشدون مصالحهم الشخصية تحت مظلة الدين، فيما هداية المجتمع والدفاع عن قضاياه العادلة بعيدة عنهم، وخارج دائرة اهتماماتهم، فاحذروهم، وسلامتكم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store