مصيفُ (تاريخٍ)، تمتدُّ عراقتهُ إلى ذلكَ الزَّمنِ الذِي لمْ يكنْ فيهِ إلَّا هُو، فيهِ تجتمعُ كلُّ مقوِّماتِ الحضورِ (المدهشِ)، الذِي تتَّحدُ فيهِ كلُّ مقوِّماتِ (الجَمَالِ) أرضًا، وسماءً.
يحدثُ كلُّ ذلكَ دونَ (ضجيجٍ)، والحَكَمُ ذلكَ الزَّائرُ، الذِي أعتادَ أنْ (يرتميَ) فِي حضنِ عراقةِ مصيفٍ يحضرُ كمَا هِي الأمنياتُ، كمَا هُو الطموحُ، كمَا هُو الجَمَالُ (المنثورُ) فِي كلِّ تفاصيلِ مصيفٍ، كلُّ إضافةٍ إليهِ مهمَا كانتْ (بسيطةً)، إلَّا أنَّها تصنعُ فارقًا، فجمالُ الطَّائفِ يعضِّدُ بعضُه بعضًا.
لأجلِ ذلكَ فلستَ فِي حاجةٍ إلى مزيدِ عناءٍ لتبلغَ ما تنشدهُ فِي الطَّائفِ مِن (جمالٍ)، فأنتَ فِي مصيفٍ جمالهُ علَى قارعةِ الطَّريقِ، كلُّ مَا عليكَ أنْ تأخذَ موقفًا جانبيًّا، واجلسْ حيثمَا انتهَى بكَ الرَّصيفُ، واستمتعْ بطبيعةِ مصيفِ جهودِ (تقديمهِ) كمَا هُو اللائقُ بهِ تتحدَّثُ عملًا، وتنعكسُ تنظيمًا، وتصنعُ الفارقَ نظافةً، وتنسيقًا.
ثمَّ فيمَا (يزخرُ) بهِ هذَا المصيفُ العريقُ مِن نفسِ (تاريخيٍّ) جانبٌ آخرُ مِن صناعةِ الفارقِ فِي جمالِهِ، ذلكَ الجمالُ، الذِي يحضرُ فِي أبهَى صورةٍ، كمَا هُو ألقُ الجديدِ، دونَ أنْ يتنازلَ عَن أعمقِ مَا تكونُ روحُ الأصالةِ، كمَا هُو المدهشُ القديمُ.
وعَن (فاكهةِ) الطَّائفِ، فهنَا بعدٌ آخرُ مِن أبعادِ الجَمَالِ الأخَّاذِ، بُعدٌ يأخذكَ إلى حيثُ أنَّ (تتذوَّق) الجمالَ، وكأنَّهُ يريدُ أنْ يقولَ: هُنَا حيثُ تستشعرُ الجمالَ، وبكلِّ الحواسِّ، حتَّى إذَا مَا أردتَ المغادرةَ شعرتَ بقوَّةِ جذبٍ تأخذكَ إلى قرارِ أنْ تمدِّدَ فترةَ (البقاءِ).
وممَّا يصنعُ الفارقَ فِي جمالِ الطَّائفِ (المأنوسِ)، أنَّه مصيفٌ يأخذُ بالمزيدِ مِن الخطواتِ نحوَ المزيدِ مِن الجمالِ دونَ زحمةٍ مِن (فلاشاتِ) التوثيقِ لذلكَ، فالغايةُ أنْ يكونَ مصيفُ (الملوكِ) كمَا هُو العهدُ بهِ، جمالًا يتذوَّقهُ زائرُهُ بكلِّ مَا فِي الجمالِ مِن بواعثِ (العلاجِ)، أمَّا عمَّن كانَ لهُ سهمٌ فِي صناعتِهِ، فلَا أكثرَ مِن حضورِ لسانِ حالهِ: (الصَّمتُ فِي حَرَمِ الجَمَالِ جَمَالٌ).
وإلى حيثُ بُعدٌ آخرُ مِن أبعادِ جَمالِ (عروسِ) المصايفِ، فلَا أجملَ مِن أنْ (تنفردَ) بمَا هُو لكَ (خاصَّةً)، فيكونُ هُو (أنتَ)، وتحضرُ معهُ (متماهيًا) بكلِّ روعةِ جمالِ أنت (هو)، والحديثُ هنَا عَن الطَّائفِ، مدينةِ (الوردِ)، ومزارعِ، ومعاملِ الوردِ، وكلُّ مَا فِي وردِ الطَّائفِ مِن جمالِ منظرِهِ، ودهشةِ (عبقهِ).
هكذَا يحضرُنِي الطائفُ المأنوسُ (حرفًا) لَا يملُّ مِن العزفِ علَى (أوتارِ) جمالِهِ، محلِّقًا فِي أجواءِ مذاقِهِ الخاصِّ، الذِي أنَا معهُ (عابرٌ) كمَا هِي قوافلُ العابرِينَ، إلَّا أنَّ هذَا المصيفَ (يشدُّنِي) علَى الدَّوامِ بمَا يبعثُ فِي كوامنِ النَّفسِ إليهِ بالمزيدِ مِن حروفِ (الغزلِ)، تمامًا كمَا يشدُّنِي إليهِ بمزيدِ (الحنينِ).. وعلمِي وسلامتكُم.