للعامِ الثَّانِي علَى التَّوالِي، تستضيفُ جامعةُ الملكِ عبدالعزيز برنامجَ موهبةِ الإثراءِ البحثيِّ، وهُو مخصَّصٌ لطلابِ موهبةٍ فِي المرحلةِ الثانويَّةِ، ومِن ضمنِ أهدافِ البرنامجِ صقلُ مهاراتِ الطلابِ، مِن خلالِ خوضِهِم تجاربَ بحثيَّةٍ بإشرافِ نُخبةٍ من أعضاءِ هيئةِ التدريسِ مِن جامعةِ الملكِ عبدالعزيز.
وفرَّتِ الجامعةُ كلَّ التسهيلاتِ للطُّلابِ، مِن خلالِ رئيسِهَا الدكتورِ طريف الأعمى، ومِن خلالِ كليَّةِ الهندسةِ وعميدِهَا الدكتورِ محمد كابلي، ورئيسِ قسمِ الهندسةِ الكهربائيَّةِ والحاسباتِ الدكتورِ سامي الغامدي، ومديرِ مركزِ التميُّزِ البحثيِّ فِي الأنظمةِ الذَّكيَّةِ الدكتورِ محمد عبدالعال.
بدأَ البرنامجُ مِن خلالِ التعرُّفِ علَى الطُّلابِ، ومعرفةِ ميولِهِم، وتوضيحِ أهميَّةِ البحثِ العلميِّ لهُم، ودورهُ فِي تنميةِ المجتمعاتِ، خاصَّةً أنَّ برامجَ رؤيةِ 2030 تحثُّ علَى الابتكارِ والتميُّزِ والإبداعِ، وترعَى البحثَ العلميَّ بشكلٍ مركَّزٍ، وجيلُ اليومِ سيكونُ قائدًا فِي تنفيذِهَا، ولهُ دورٌ فاعلٌ فِي رؤيةِ 2030، ويتخلَّلُ البرنامجَ أنشطةٌ ترفيهيَّةٌ، وثقافيَّةُ، ومحاضراتٌ متنوِّعةٌ مثل دوراتٍ فِي الدوائرِ الكهربائيَّةِ، والرَّسمِ الهندسيِّ، ومقدَّمة عَن أنظمةِ الدرونزِ.
ومِن الصعوباتِ التِي تواجهُ البرنامجَ هُو انتهاءُ العامِ الدراسيِّ للطُّلابِ، ومِن ثمَّ يتمُّ الالتحاقُ بالبرنامجِ، فقدْ استغرقَ الأمرُ وقتًا حتَّى يتمَّ تحفيزُ الطلبةِ للعلمِ والبحثِ العلميِّ.
ومِن المعلومِ أنَّ البحثَ العلميَّ لهُ أصولٌ، ويتطلَّبُ صبرًا وهمَّةً، وقدْ يكونُ مِن الصعبِ علَى طلابِ البكالوريوسِ والماجستيرِ استيعابهُ، ولكنْ معَ تميُّز الطُّلابِ، وخبرةِ أعضاءِ هيئةِ التدريسِ، وُضعَ برنامجٌ مكثَّفٌ يعالجُ هذهِ الإشكاليَّةَ، مِن خلالِ مديرِ البرنامجِ الدكتورِ سعود واصلي، والدكتورِ أحمد الملياني، معَ العلمِ أنَّ البرنامجَ يهدفُ إلى مشاركةِ الطُّلابِ فِي تجاربَ علميَّةٍ، يتعلَّمُ مِن خلالِهَا البحثَ العلميَّ بشكلٍ مبسَّطٍ، ويتمُّ تطبيقهَا علَى أبحاثٍ فعليَّةٍ بإشرافِ أعضاءِ هيئةِ التدريسِ أمثالِ د. أحمد التركي، ود. سلطان الغامدي.
تميز البرنامج بتفاعل كبير من الطلاب، وهو برنامج مخصص لتأهيل الطلاب لمسابقة أولمبياد الإبداع الوطني، ويتم من خلاله اختيار الأفضل للتأهل لمسابقة «آيسف» العالمية، التي تقام سنوياً في الولايات المتحدة الأمريكية.
جميلٌ جدًّا أنْ يستثمرَ الطُّلابُ أوقاتِهِم خلالَ إجازةِ الصَّيفِ، مِن خلالِ برنامجِ موهبةٍ، والأجملُ احتضانُ جامعةِ الملكِ عبدالعزيز للموهوبِينَ ورعايتِهِم للإبداعِ والنجاحِ، وتمثيلِ الوطنِ فِي المحافلِ الدوليَّةِ أفضلَ تمثيلٍ، مِن خلالِ مسابقاتٍ، أو بناءِ باحثٍ مستقلٍّ قادرٍ علَى الاختراعِ، أو نشرِ أوراقٍ علميَّةٍ يُفيدُ مجتمعهُ ووطنهُ فِي المستقبلِ.