Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد البلادي

إيقاف المكافأة الجامعية!

A A
* المُترَفون والأثرياء؛ المنفصلون عن واقع الناس؛ هم أسوأ من يمكن أن يقدم اقتراحاً يخص عامة الشعب، لعدة أسباب أهمها: عدم إحساسهم بمعاناة الطبقات الأقل؛ وجهلهم بتفاصيل حياتهم وهمومهم اليومية.. والأمثلة هنا كثيرة بدءًا من ماري أنطوانيت (أم بسكوت) مروراً بذلك المسؤول - غفر الله لنا وله - الذي قال في الثمانينيات إن كل مواطن سعودي يمتلك فيلا وسيارة ومليون ريال في البنك، وصولاً إلى بعض الكتّاب الذين يتقافزون على الترند -بين فترةٍ وأخرى- بمقالات أقل ما يُقال عنها أنها مستفزة ومنفصلة عن الواقع.

* قبل أيام تحمّس أحدهم ودبّج مقالاً غريباً عجيباً من نوعية (تراني أشوف اللي ما حد يشوفه)، يطالب فيه بإيقاف المكافأة الجامعية للطلاب، بحجة أنها أدت هدفها، بل وطالب من زود (الشوف) بفرض رسوم على التعليم، وكأنه لا يعرف أن حكومتنا الرشيدة -أدامها الله- عندما أقرت هذه المكافأة واستمرت في صرفها إلى اليوم؛ لم تكن تهدف لتشجيع الطلبة على الدراسة فقط، بل لأنها -وهي الحريصة على كل ما يبني الإنسان- كانت تهدف لبناء شخصياتهم المستقلة والمسؤولة، ولتحمل تكاليف دراستهم ومساعدة أسرهم أيضاً.

* لا أعتقد أن الأخ صاحب المقترح يجهل أهمية ما تمثله المكافأة عند الكثير من الطلاب والطالبات، فهذا معلوم للجميع، لكن البعض -أصلحهم الله- مازالوا يرون في استفزاز المجتمع -وخاصة شريحة الشباب- وسيلة سريعة للشهرة، متناسين أن هؤلاء الشباب هم وقود المستقبل والتنمية، وأنهم الأداة الأساسية التي يراهن عليها سمو ولي العهد عرّاب الرؤية المباركة، وأنه من الواجب على الجميع دعمهم وتسهيل كل ما يرفع من كرامتهم واستقلاليتهم.

* من أكثر الأشياء التي يتفاخر بها السعوديون، الاهتمام الملحوظ من حكومة خادم الحرمين الشريفين بأبنائهم الطلبة، ودعم كل ما من شأنه ترسيخ مبادئ المساواة بين جميع المواطنين بمختلف شرائحهم، وعدم تكريس المفاهيم الطبقية بين مكونات الشعب، فبالرغم من كل ما حدث في العالم من تقلبات اقتصادية ضخمة خلال الفترة السابقة؛ لم يتأثر ذلك الدعم المالي الكبير المخصص للتعليم بكافة مستوياته، بل ازداد وتنامى.

* قد يقول البعض إن لكل انسان الحق في إبداء رأيه، وهذا صحيح، لكن عندما يتعلق الرأي بقطاع عريض من الشعب، فالأمر يختلف تماماً، فمثل هذه الآراء الاستفزازية يجب أن (تعقلن) قبل ظهورها على أي وسيلة إعلامية مسؤولة، لذا أتمنى على كل المنصات الإعلامية عدم نشر مثل هذه العنتريات؛ التي لا يقصد منها غير الجماهيرية المقلوبة وركوب الترند.

* البعض يعتقد أنه إذا تحصَّل على خدمة حكومية وانتهت مهمتها بالنسبة له، فإنه يجب إيقافها.. تماماً كمن يبصق في البئر بعد أن يشرب منها!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store