Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
علي خضران القرني

الحدائق العامة والمساجد

A A
كمْ أكونُ سعيدًا وممتنًّا، عندمَا يتَّصلُ بِي أحدُ قرَّائِي أوْ زملائِي، يشكرُنِي ويدعُو لِي ويؤيِّدُ ملحوظَتِي لموضوعٍ (مَا) يرَى أنَّه حريٌّ بمَا أشرتُ عنهُ مِن ملحوظاتٍ جديرةٍ بالاهتمامِ والإصلاحِ، أو يُذكِّرُنِي بمَا نسيتُ، أو الإشارة إليهِ، فقدْ هاتفَنِي أحدُ الزُّملاءِ يشكرُنِي علَى مَا كتبتهُ فِي هذَا العمودِ ليومِ خميسٍ فارطٍ عَن مساجدِ المنشآتِ العامَّةِ والخاصَّةِ، ومَا يجبُ عملهُ تجاههَا مِن إصلاحاتٍ تليقُ بمكانتِهَا الدِّينيَّةِ ومَن يرتادهَا مِن المصلِّينَ، فجزاهُ اللهُ خيرًا، ومَا أنَا إلَّا خادمٌ للأمَّةِ والوطنِ، مَا استطعتُ إِلى ذلكَ سبيلًا.

فِي مدينةِ الطَّائفِ -مصيفِ المملكةِ الأوَّل- العديدُ مِن الحدائقِ العامَّةِ، الجاذبةِ تأهيلًا وترفيهًا للمصطافِينَ وللسيَّاحِ والأهالِي الذِينَ يرتادُونَهَا بينَ آونةٍ وأُخْرَى، فِي طليعتِهَا متنزَّهُ الردفِ، وحديقةُ الحيوانِ، وحديقةُ الملكِ عبدالله، وحديقةُ الملك فهد، وحديقة الجَال، وغيرهَا مِن الحدائقِ الأُخْرَى المنتشرةِ في معظمِ أحياءِ المدينةِ والضواحِي، وقدْ بذلتْ أمانةُ محافظةِ الطائفِ فِي تأهيلِ هذهِ الحدائقِ، والتوسُّع فيهَا بمَا يتماشَى معَ مكانةِ الطائفِ كمصيفٍ يرتادهُ السيَّاحُ والمصطافُونَ علَى امتدادِ العامِ، جهودًا إذا ذُكرتْ شُكرتْ.

ولا يخلُو بعضُ هذهِ الحدائقِ مِن مساجدَ تُؤدَّى فيهَا الصَّلواتُ لاكتظاظِهَا بالعديدِ مِن المتنزِّهِينَ، بعضهَا أُنشئِت معَ إنشاءِ هذهِ الحدائقِ، والبعضُ الآخرُ خُصِّصتْ بعدَ تأهيلِهَا، والبعضُ قدْ تخلُو مِن مساجدَ وتُؤدَّى الصَّلواتُ فيهَا علَى شكلِ مجموعاتٍ متفرِّقةٍ لخلوِّهَا مِن مساجدَ أو مصليَّاتٍ مخصصَّةٍ لذلكَ.

* خاتمةٌ:

رافقتُ العائلةَ ذاتَ مرَّةٍ إلى إحدَى الحدائقِ؛ لقضاءِ بعضِ الوقتِ فيهَا، مِن قبيلِ الراحةِ والاستجمامِ، وقدْ أدركتنِي صلاةُ المغربِ فيهَا، ووفِّقتُ إلى أدائِهَا جماعةً فِي مسجدٍ صغيرٍ يقعُ فِي أحدِ جوانبِ الحديقةِ أقامتهُ البلديَّةُ -مأجورةً-؛ لاتِّساعِ الحديقةِ واكتظاظِهَا بالمتنزِّهِينَ، وعملتْ علَى تأثيثهِ ونظافتهِ وصيانتهِ بمَا يليقُ بمكانتِهِ وراحةِ المصلِّينَ، وهُو عملٌ جليلٌ تشكرُ الأمانةُ عليهِ، حبَّذا شمول الحدائقِ الخاليةِ مِن المساجدِ أو المصلَّياتِ بمثلِ هذَا المسجدِ، ولو بالبناءِ الجاهزِ بدلًا مِن المصلَّياتِ المكشوفِةِ، أو الصَّلاة جماعةً متفرِّقة وفرادَى.

* قراءاتٌ:

مِن حِكمِ الأميرِ محمد الأحمد السديري -رحمَهُ اللهُ-:

إذَا لحقَنِي مِن رفيقِي عذَارِيب

دوَّرتْ لهُ عُذرًا سمينًا وعذرتُهُ

وإذَا تمادَى بالخطأِ وكرَّرَ العيبَ

صدِّيت فِي صمتٍ حشيمٍ وتركتُهُ

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store