* فِي شهرِ يناير مِن العامِ 2017م، شاركتُ فِي أحدِ المؤتمراتِ العلميَّةِ التِي ناقَشَتِ العملَ علَى تطويرِ الجامعاتِ السعوديَّةِ ومخرجاتِهَا؛ بمَا يواكبُ مَا تشهدهُ بلادنَا مِن تنميةٍ وازدهارٍ فِي المجالاتِ كافَّةٍ، وفِي ذاكَ المؤتمرِ تَحَدَّثَ أحدُهُم، مقترحًا إلغاءَ مكافآتِ طلابِ الجامعاتِ؛ لترشيدِ المصروفاتِ بزعمِهِ!.
*****
* وفِي تلكَ اللَّحظاتِ، وبصوتِ الإنسانيَّةِ الحازمِ والصَّادقِ، انْبَرَتْ لهُ إحدَى الحاضرِاتِ، وعَقَّبَتْ علَى كلامِهِ بِردٍّ سَاحِقٍ مَاحِقٍ لفكرتِهِ، معَ احترامِهَا لشخْصِهِ -طبعًا- مؤكدةً بأنَّ الكثيرَ مِن الطلابِ لَا يستخدمُونَ مكافآتِهِم فِي الصَّرْفِ علَى دراستِهِم، بلْ إنَّهُم يقتطعُونَ منهَا لمساعدةِ أهلِهِم!.
*****
* وهنَا يبدُو أنَّ بعضَ الأفرادِ فِي مجتمعِنَا تُمَثِّلُ لهُ (مكافأةً الـ900، أو الـ1000 ريالٍ) التِي يستلمهَا الطَّالبُ الجامعيُّ مشكلةً، أو أزمةً نفسيَّةً، ولذَا، فاليوم وبعدَ مرورِ أكثرِ من 8 سنواتٍ؛ تتكرَّرُ نفسُ المطالبة، بلْ إنَّ مَن رفعَ صوتَهُ بهَا هذهِ المرَّة اقترحَ رسومًا علَى الدراسةِ الجامعيَّةِ.
*****
* وهنا صدقوني كل أولئك الذين أرقتهم تلك المكافأة البسيطة، وربما حرمتهم (نومهم)، فسعوا لسحقها ومسحها من الوجود، هم من الذين ولدوا وفي أفواههم ملاعق من ذهب، وبالتالي فهم بعيدون عن واقع المجتمع ونبضه، ويعيشون في أبراجهم العاجية، ويبحثون فقط عن الإثارة الإعلامية في مواقع التواصل.
*****
* هذَا، ولأنِّي مِن أولئكَ الذِينَ كانتْ (المكافأةُ الجامعيَّةُ) تعنِي لهُم الشيءَ الكثيرَ والكثيرَ، وبدونِهَا كانتْ مواصلةُ دراستِي الجامعيَّة ضَرْبًا مِن المستحيلِ؛ ونظرًا لتراكُمِ المصاريفِ علَى (الطَّالِبِ) حتَّى أصبحتْ وأمستْ مكافأتهُ لَا تكفِي لشراءِ الكُتبِ والمراجعِ التِي تضاعفتْ قيمتهَا، ولَا تفِي بقيمةِ المواصلاتِ مِن وإلَى الجامعةِ، وكذَا لَا تُغطِّي ثَمَنَ سَكنِ الطلابِ المغتربِينَ، وقدْ أصبحَ بالإيجارِ؛ فمَا بالكُم بحَالِ طالباتِ القُرَى، ومَا يترتبُ علَى سَكَنِهِنَّ ومواصلاتِهِنَّ مِن مصروفاتٍ كبيرةٍ؛ فإنِّي آملُ مِن معالِي وزيرِ التَّعليمِ (زيادةَ مكافآتِ طلابِ الجامعاتِ)، بلْ وأنْ تكونَ لهُم برامجُ تساعدهُم تحتَ مظلَّةِ (حِسَابِ المواطنِ)؛ فقيادتنَا الرَّشيدةُ -حفظهَا اللهُ تعالَى- حريصةٌ جدًّا وأبدًا فِي رؤيتهَا السعوديَّةِ الطموحةِ 2030م علَى دعمِ المواطِنِ، والاستثمارِ فِي تعليمِهِ وتأهيلِهِ، باعتبارِهِ الركنَ الأهَمَّ والرئيسَ فِي الوصولِ لمستهدَفاتِ الرؤيةِ، وتحقيقِ التنميةِ المُستدامةِ، وسَلامتكُم.