لَا أعتقدُ أنَّ هناكَ مُواطِنًا سعوديًّا، أو مُقيمًا أجنبيًّا لدينَا لمْ يشترِ مِن الشركةِ الأمريكيَّةِ العالميَّةِ لصناعةِ الفيتاميناتِ والأعشابِ والمُكمِّلاتِ الغذائيَّةِ المعروفةِ باسمِ (iHerb)، ولوْ سألتهُ عَن جودةِ الشركةِ لأجابَكَ بأنَّهَا الأفضلُ فِي مجالِهَا بلَا أدنَى شكٍّ!.
أنَا، كنتُ مثلَ هذَا المُواطِن أو المُقيمِ، حتَّى اشتريْتُ منهَا بعشراتِ الدولاراتِ مُكمِّلًا غذائيًّا طبيعيًّا، على أساسِ أنْ تقومَ هِي بعمليَّةِ توصيلِهِ (Delivery) إلى عتبةِ بابِ بيتِي فِي جدَّة آمِنًا للاستخدامِ!.
وانتظرْتُ المُكمِّلَ عشرةَ أيَّامٍ علَى شغفٍ وعلَى أحرِّ مِن الجمرِ، بعدَ أنْ أثنَى عليهِ طبيبِي، وللأمانةِ لمْ يُرشدنِي الطبيبُ إلى هذهِ الشركةِ حصريًّا، وكانَ اختيارِي للشركةِ اجتهادًا منِّي لسمعتِهَا العالميَّةِ!.
وجاءَ مندوبُ الشركةِ بالمُكمِّلِ، وبدأتُ فِي استخدامِهِ، ومعَ تناولِهِ شعرْتُ بطعمٍ غريبٍ فِي فمِي، وبعضِ الأعراضِ المُزعجةِ، وغيرِ المُريحةِ، فاستشرْتُ الطبيبَ الذِي سألنِي علَى الفورِ إنْ كُنْتُ قدْ اشتريتُهُ مِن iHerb؟ فأجبتُه بالإيجابِ، ليخبرنِي أنَّ الشركةَ لَا تكترثُ خارجَ أمريكَا بمعاييرِ التوصيلِ الآمِنِ لمُنتجاتِهَا عبرَ وضعِهَا داخلَ حوافظَ مُبرَّدةٍ بمَا يضمنُ عدمَ فسادِهَا، وأنَّهُ شخصيًّا رفضَ تسلُّمَ دواءٍ وصلَهُ مِن الشركةِ نفسِهَا، بعدَ أنْ رأىَ مندوبَهَا يُخرِجُ الدَّواءَ مِن حقيبةِ سيَّارتِهِ العاديَّةِ فِي جوٍّ حارٍ للغايةِ، يُفسدُ أيَّ دواءٍ، وربَّمَا يعكسُ مفعولهُ المُستهدَفُ الذِي أُنتجَ لأجلِهِ، ثمَّ أثنَى علَى صيدلياتِنَا المحليَّةِ التِي تستوردُ وتنقلُ الدَّواءَ بينَ فروعِهَا بطريقةٍ صحيَّةٍ وآمِنةٍ، وبعضهَا يفعلُ ذلكَ بواسطةِ شاحناتٍ مُكيَّفةٍ ومُبرَّدةٍ!.
وقدْ يُقالُ إنَّ هذَا خطأُ المندوبِينَ المحليِّينَ، وليسَ الشَّركة، فإذنْ لماذَا لَا تفرضُ الشركةُ عليهِم معاييرَهَا التِي تطبِّقهَا بصرامةٍ فِي أمريكَا؟ أمْ تُرَى أنَّ زبائنَهَا خارجَ أمريكَا ليسُوا بشرًا First class؟ وعيونهُم ليستْ زرقاءَ؟ وبشرتهُم ليستْ بيضاءَ؟ وشعورهُم ليستْ شقراءَ؟ ولا يستحقُّونَ تطبيقَ معاييرِ جودةِ نقلِ الدَّواءِ العالميَّةِ؟ فأصبحَ اسمهَا هُو (iHurt)، أو (آي يُضِرُّ) بدلًا مِن (iHerb)، أو (آي أعشابٍ)، ويَا أمانَ أموالِنَا المُهدَرةِ مقابلَ أدويةٍ هِي للفسادِ أقربُ منهَا للصَّلاحِ!.