* بحسبِ تقريرٍ بثَّتهُ صحيفةُ (الشَّرق الأوسط) الأسبوعَ الماضِي بدأَ التَّاريخُ السعوديُّ معَ الألعابِ الأولمبيَّةِ، منذُ 1972م، وخلالَ (13 نسخةً) منهَا كانَ نصيبنَا (4 ميداليَّات)؛ هِي: فضيَّة العدَّاء هادي صوعان، وبرونزيَّة الفارس خالد العيد فِي أولمبيادِ سيدنِي 2000م، إضافةً إلى برونزيَّةِ قفزِ الحواجزِ فِي لندن 2012م، ثمَّ فضيَّة طارق حامدي لاعبِ الكاراتيهِ فِي طوكيو 2020م.
*****
* أمَّا فِي أولمبيادِ باريس 2024م، فقدْ فازتِ العديدُ مِن الدولِ؛ التِي هِي أقلُّ منَّا فِي إمكاناتِهَا بميداليَّاتٍ متنوِّعةٍ، ومنهَا - معَ التقديرِ لهَا ولمنجزاتِهَا-: البحرين التِي فازتْ بأربعٍ، والجزائر بثلاثٍ، ومصر بثلاثٍ، والأردن بواحدةٍ، وهناكَ الباكستان وفيجي، وغيرهَا من الدولِ، فيمَا تواصلَ إخفاق (اتحاداتِنَا الرياضيَّة) كافَّة؛ فلمْ تحقِّق أيَّة ميداليَّةٍ، حتَّى ولو كانتْ قطعةً من حديدٍ!
*****
* وهنا (مملكتنا الغالية) تتميز بما يجعل أبناءها وبناتها قادرين على المنافسة الدولية في الكثير من الرياضات، ومن ذلك: تنوع بيئاتها وجغرافيتها ما بين جبال وسهول وبحار، وأجواء حارة وباردة، وتلك حقها أن تخرج أبطالا، لاسيما في ألعاب القوى، وهناك عدد السكان الذي يتجاوز العشرين مليون نسمة، وشغفهم بالرياضة، وقبل ذلك كله الدعم اللامحدود الذي يحظى به القطاع الرياضي من قيادتنا الرشيدة.
*****
* ولكنْ ورغمَ تلكَ المقوِّماتِ والمحفِّزاتِ مَا زالتْ نتائجنَا صفريَّةً - للأسـفِ الشديدِ-، حيثُ تُردِّد (لجنتنَا الأولمبيَّة واتحاداتهَا) بعدَ المنافساتِ، تلكُم العبارةَ المكرورةَ المُملَّةَ (كانَ التَّمثيلُ مُشرِّفًا)، فمَا أرجُوهُ مِن المسؤولِينَ عَن رياضتِنَا الذِينَ نعتزُّ بهِم، ونقدِّرُ إخلاصَهُم وجهدَهُم، دفنَ تلكَ العبارةِ، والعملَ عَلَى صناعةِ أبطالٍ عالميِّينَ أولمبيِّينَ، يكونُ اختيارهُم وتأسيسهُم منذُ الصِّغرِ؛ وذلكَ وفقَ خططٍ إستراتيجيَّةٍ ومناهجَ علميَّةٍ، تُفيدُ مِن التجاربِ الناجحةِ كالتجربةِ الصينيَّةِ؛ فحينهَا لنْ يكتفِي (أولئكَ) بالمشاركةِ، بلْ سينافسُونَ علَى الذَّهبِ، وهذَا مَا ننتظرُهُ - بإذنِ اللهِ تعالَى- فِي دورةِ الألعابِ الآسيويَّةِ فِي ناغويَا اليابانيَّةِ عامَ 2026م، وكذلكَ فِي دورةِ الألعابِ الآسيويَّةِ فِي قطر عامَ 2030م، وقبلهَا بعامَينِ أولمبياد لوس أنجلوس 2028م، وسلامتكُم.