نشطت في الفترة السابقة عمليات اختراقات الحسابات البنكية، بشكل أضر بالعديد من المواطنين على مختلف طبقاتهم ومستوياتهم، لكن هذه العملية غير المسبوقة الحدوث ببلادنا قوبلت من الجهات المعنية والبنوك وبتضافر المواطنين بالمواجهات الجادة بفضح نشاطها وكشف احتيالاتها، والقبض على بعض مزاوليها، وبجهود ومتابعة الجهات الأمنية والبنوك وتعاون المواطنين كادت تختفي هذه النشاطات، نتيجة ليقظة ووعي المواطنين وتحذير ومتابعة الجهات المعنية لذلك، والحرص على سرية الحسابات وتداولها.
ويبدو أن البعض جبلوا على حب وممارسة الأعمال المنافية، لما يجب على الإنسان السوي السير فيه من دروب الخير والصلاح؛ والاستقامة والخوف من الله، فقد لاحظت وغيري الرسائل الوهميّة والاحتيالية، التي بدأ انتشارها في الآونة الأخيرة، عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن تقديم خدمات وهمية، الهدف منها الابتزاز بأجلى صوره، في طليعة هذه الخدمات إيجاد وظائف للعاطلين عن العمل في يسر وسهولة، ومنح قروض مالية بدون فوائد للبعض الآخر بحجة فعل الخير للمحتاجين، إلخ أنواع الخدمات الوهمية التي تُبث يومياً عبر هذه الرسائل، الهادفة للابتزاز وبأساليب خادعة ومكذوبة.
وتجنباً لتفشي هذه الظاهرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حذرت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية من خلال خبر نُشِر على صفحات هذه الجريدة بتاريخ 1 صفر 1446هـ من الانخداع بإعلانات التوظيف الوهمية التي تهدف إلى الاحتيال؛ واستغلال الباحث عن العمل في تعاملات مالية مشبوهة، ولفتت إلى كشف بعض الإعلانات الاحتيالية من خلال رسائل تصل للمواطنين؛ تشير إلى تقديم السيرة الذاتية، وأنهم على استعداد لتوفير وظيفة بدوام كامل أو جزئي، ثم تستمر عمليات الاحتيال بوضع شروط لتطمين المتقدم والدخول بعد ذلك في روابط وهمية بهدف الاستغلال.
* خاتمة:
وتعكف وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بخبرتها في هذا المجال؛ وبالتعاون مع هيئة الحكومة الرقمية وصندوق الموارد البشرية على اتخاذ الإجراءات المناسبة لدعم عمليات التوظيف عبر المنصة الوطنية الموحدة للتوظيف (جدارات) بشكل تجريبي؛ يشمل القطاع الحكومي والقطاع شبه الحكومي والقطاع الخاص، بهدف تسهيل رحلة الباحثين عن العمل في استكشاف جميع الوظائف في سوق العمل بكل شفافية ووضوح، بهدف الحد من أي عمليات تلاعب في استغلال أبناء الوطن الراغبين في الحصول على عمل؛ من خلال الإعلانات الوهمية التي تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وبتحقق هذه الدراسة ستكون من نتائجها الإيجابية توفير الوظائف للباحثين عنها من جهة، والحد من عمليات الاحتيال والإعلانات الوهمية التي توجه للمواطنين عبر وسائل التواصل الاجتماعي من جهة ثانية، تضاف إلى إنجازات وجهود ومبادرات الوزارة المشاهدة والملموسة في خدمة الأمة والوطن.